إنيّ على شرف القريض لهاجر |
|
للنظم هجرة آنف متنزّه |
أضحى وأهلوه كمهد وحيهم |
|
في جهل ذي الحجى والأوره (١) |
أبدا عرائس مدحه تجلى على |
|
دنس الخبيئة بالعيوب مشوّه |
قلّ المميّز سامعا أو منشدا |
|
في الناس بين مفهّه ومفوّه (٢) |
آليت لا أوليت غيرك مدحة |
|
شعرا وإن أفعل فمدحة مكره |
أصبحت من نعماك صاحب أنعم |
|
ترجى نوافلها وعيش أبله |
وبدا لديك صريح فضلي مثلما |
|
لا يستسر لديك نقص مموه |
حزت السعادة من إلهك ما سرت |
|
في الليل دعوة عابد متأله |
أنشدني أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله العطار بمصر قال : أنشدنا الشيخ أبو اليمن الكندي لنفسه :
أرى المرء يهوى أن تطول حياته |
|
وفي طولها ارهاق نفس وازهاق |
تمنيت في شرخ الشبيبة أنني |
|
أعمرّ والأعمار لا شك أرزاق |
فلما أتاني ما تمنيت ساءني |
|
من العمر ما قد كنت أهوى وأشتاق |
عرتني أعراض شديد مراسها |
|
عليّ وهمّ ليس لي منذ افراق |
وها أنا في احدى وتسعين حجة |
|
لها فيّ ارعاد مخوف وابراق |
يخيل لي فكري إذا كنت خاليا |
|
ركوبي على الأعناق والسير إعناق |
ويذكرني بعد النسيم وروحه |
|
حفائر يعلوها من الترب أطباق |
يقولون درياق لمثلك نافع |
|
ومالي إلّا رحمة الله درياق |
وكان لشيخنا أبي اليمن نوادر مستحسنه وملح مستطرقه منها ما حكاه لي الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة المعروف بابن الجميزيّ قال :
__________________
(١) الاوره : الذي تعرف وتنكر وفيه حمق ولكلامه مخارج ، وقيل : هو الذي لا يتمالك حمقا. اللسان.
(٢) المفهه : العي والمفوه عكسه.