زيد بن الحسن بن زيد :
ابن الحسن بن زيد بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث ذي رعين الأصغر ، أبو اليمن الكندي ، اللغوي النحوي ، القارئ ، البغدادي ، تلميذ أبي محمد عبد الله بن علي البغدادي وخريجه ، هذا (١) رأيت نسبه في غير موضع ، وقد سقط من نسبه ذكر جماعة ، فإنه لا يتصور أن يكون بينه وبين حمير بن ذي رعين سبعة لا غير.
حمله والده الى الشيخ أبي محمد المقرئ سبط أبي منصور الخياط ، فلقنه القرآن ، وجوّده عليه ، وقرأ عليه بالروايات وله عشر سنين ، وكان سألني وأنا أقرأ عليه : كم كان عمرك حين ختمت القرآن؟ فقلت له : تسع سنين فتعجب من ذلك وقال : كذلك أنا ختمته ولي تسع سنين ، وأخرج إليّ مفردات للشيخ أبي محمد وعليها خطه بقراءته عليها ، وأراني خط الشيخ أبي محمد له على بعضها أنه ختم القرآن عليه وهو ابن تسع ، وجمعه بالعشر وهو ابن عشر ، فذكرت له أني جمعته بالعشر ولي عشر سنين ، وشاهدت بخط الشيخ أبي محمد الدعاء له بطول العمر ، فاستجاب الله دعاءه له ، فعاش أربعا وتسعين سنة.
وكان الشيخ أبو محمد اعتنى به فأقرأه القرآن على أبي القاسم هبة الله بن أحمد المعروف بابن الطبر ، وأبي بكر محمد بن الخضر خطيب المحوّل ، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبي الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدى ، وأقرأه اللغة والنحو على الشيخ أبي منصور موهوب بن أحمد (٩٢ ـ ظ) الجواليقي ، والشريف أبي السعادات هبة الله بن علي الحسني المعروف بابن الشجري ، فلازمهما حتى برع في علم النحو واللغة ، وقرأ عليهما وعلى أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب ، وعلى مجد الاسلام عبيد الله بن القاسم الحريري كتبا كثيرة من كتب الأدب ، وأسمعه الحديث فسمع بافادته وبنفسه من هؤلاء ومن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي ، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز ، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وأبي الحسن علي بن
__________________
(١) كذا بالأصل وكان من المفترض أن يقول : هكذا.