شهدت بإذن الله أن محمدا |
|
رسول من الرحمن غير مكذب |
وأن ولاء كيسان للحارث الذي |
|
ولي زمنا حفر القبور بيثرب (١) |
قرأت بخط بعض علماء النسب أن الربيع الحاجب هو الربيع بن يونس بن عبد الله بن أبي فروة ، واسم أبي فروة فريذون بن نرسي بن بهرام بن توزل بن ماهشراد ، وكان من أنباء مرازبة عمان وأم أبي فروة من بلي قضاعة ، فهلك أبوه فباعه أخواله في أزمة ، فسقط إلى عثمان بن عفان في أيامه فأعتقه حين (٤٩ ـ ظ) عرف شرفه ، وولي عبد الله بن أبي فروة خراج العراق لابن الزبير ، والى الربيع تنسب قطيعة الربيع (٢) ، وعم الربيع اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أحد فقهاء المدينة.
أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : الربيع بن يونس أبو الفضل حاجب أبي جعفر المنصور ومولاه. (٣)
قرأت في كتاب الوزراء والكتاب صنعه أبي عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري قال : وقلد المنصور الربيع مولاه نفقاته والعرض عليه ، وهو الربيع ابن يونس بن أبي فروة ، واسم أبي فروة كيسان ، مولى الحارث الحفار مولى عثمان ابن عفان ، وكان عبد الله بن أبي فروة كاتب مصعب بن الزبير على العراق ، وكان يونس بن محمد شاريا شاطرا بالمدينة ، فعلق أمة لقوم بالمدينة غلبها على نفسها فجاءت بالربيع فاستعبد ولم يكن ليونس حال أيام أبي العباس وأهداه إليه فخدمه ، وخف على قلبه ثم خدم أبا جعفر بعده فخص به ، واستولى على أمره قال : ولما عزم على تقليد الربيع العرض عليه قال له : اجلس في بيتك حتى يأتيك رسولي ، فاغتم لذلك ، فصار إليه الرسول بدراعة وطيلسان وشاشة ، فقال له البس هذا واركب بهذا الزي ، فركب وأمر الفراش أن يطرح له مرفقه تحت البساط تقصيرا به عن منزلة المهدي وعيسى بن علي لأنه كان يطرح لهما مرفقتين ظاهرتين ، فلما وصل إليه قال له : قد وليتك (٥٠ ـ و) الوزارة والعرض علي ، ووليت ابنك الفضل الحجابة
__________________
(١) الخطيب البغدادي ـ المصدر نفسه.
(٢) بكرخ بغداد. معجم البلدان.
(٣) الخطيب البغدادي ـ المصدر نفسه.