قال الصولي : وحدثني ابن المعتز قال : حدثني العنبري قال : حدثني حماد بن محمد عن ابن السمط قال : لما نثر على المعتز يوم بركوارا لم ألتقط ، فقال لي المتوكل : لم لا تلتقط وأنكر ذلك فقلت : خفت أو أوليك ظهري ، قال : أما ترى الفتح (١) يلتقط فالتقطت وقلت :
هذي سماء تمطر الدراهما
عند إمام يعمر المكاربا
خليفة قد ولد الضراغما
جاء بهم خلائفا أكارما
لازال ملك الأرض فيهم دائما
فشتممني ابن الجهم (٢) ، فقال لي المتوكل : إنما شتمك غيظا لأنه لا يحسن أن يقول بديها كما تقول.
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال : أخبرنا أبو القاسم يحيى ابن أسعد بن بوش قال : أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري قال : أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال : أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري قال : حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال : حدثني أبو يوسف يعقوب بن بيان الكاتب قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى بن الفرات قال : حدثنا أبي وجماعة من شيوخنا قال : لما حذق (٣) المعتز القرآن دعا المتوكل شفيع (١٥٥ ـ ظ) الخادم بحضرة الفتح بن خاقان فقال : إني قد عزمت على تحذيق أبي عبد الله في يوم كذا ، وتكون خطبته على حذاقته ببركوارا ، فأخرج من خزانه الجوهر جوهرا بقيمة مائة ألف دينار في عشر صواني فضة للنثار على من يقرب من القواد مثل : محمد بن عبد الله ووصيف وبغا وجعفر الخياط ورجاء الحضاري ، ونحو هؤلاء من قادة العسكر ، وأخرج مائة ألف دينار عددا للنثار على القواد الذين دون هؤلاء في الرواق
__________________
(١) الفتح بن خاقان ، قتل مع المتوكل.
(٢) علي بن الجهم الشاعر العباسي المشهور.
(٣) أي تعلم القرآن كله ومهر فيه ـ القاموس.