فقال : ما زلت لك ماقتا فقال يونس : فقلت : بل أصبحت كما قال ابن أبي سلمى :
فأبقين مني وأبقى الطراد |
|
بطنا خميصا وصلبا سمينا (١) |
فقال : سل عما شئت.
وقال ابن قتيبة : حدثني سهل قال : حدثني أبو عبيدة قال : دخلت على رؤبة وهو يملّ (٢) جرذانا في النار ، فقلنا له : أتأكلها؟ فقال : (١٢٦ ـ ظ) نعم إنها خير من دجاجكم ، إنها تأكل البرّ والتمر (٣).
نقلت من خط أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي : وزعم أبو زيد أنه دخل على رؤبة وإذا قدامه كانون وهو يملّ في حجره جرذانا من جرذان البيت يخرج الواحد بعد الواحد فيأكله ويقول : هذا أطيب من اليربوع هذا يأكل التمر والجبن ويحسو الزيت والسمن.
أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي بكر الفرضي عن أبي محمد الجوهري قال : أخبرنا محمد بن عمران المرزباني ـ إجازة ـ قال : وحدثني عبد الله بن جعفر قال : حدثنا المبرد عن المازني قال : سمعت أبا زيد يقول : دخلت على رؤبة وهو يصيد الفأر ويشويهن ويأكلهن فقال لي : هلم يا أبا زيد ، فقلت له : سبحان الله آكل الفار! فقال : إنما هي يرابيع البيت.
قال المازني : وسمعت أبا زيد يقول : قلت لرؤبة : أتهمز الفارة فقال : الهرة تهمزها (٤).
وقال المرزباني : حدثني محمد بن أحمد الكاتب قال : حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال : قال رجل : دخلت على رؤبة بن العجاج فإذا معه قوس وهو ينبض بها ويرمي الفار بالشام ، فقلت له : ما هذا؟ فقال آكلها ، والله لهي أطيب من اليربوع وما تأكل إلّا طيب الطعام.
__________________
(١) ليس في ديوان زهير المطبوع.
(٢) أي يعالج بالنار. القاموس.
(٣) الشعر والشعراء : ٣٧٦ ـ ٣٧٧.
(٤) الهمز : الضغط والدفع والضرب. القاموس. ولم يرد هذا الخبر في الكامل للمبرد.