ثم أضحوا
كأنهم ورق جف
|
|
فألوت به
الصبا والدبور
|
قال : فبكي
هشام حتى أخضل لحيته وبلّ عمامته ، وأمر بنزع أبنيته وبنقلان قرابينه وأهله وحشمه
وغاشيته من جلسائه ولزوم قصره.
قال : فاجتمعت
الموالي والحشم على خالد بن صفوان فقالوا : ما أردت إلى أمير المؤمنين نغصت عليه
لذته وأفسدت عليه باديته؟ فقال لهم : إليكم عني فإني عاهدت الله عز وجل أن لا أخلو
بملك إلّا ذكرته الله عز وجل.
قال أبو بكر بن
الأنباري : الذي حفظناه من شيخنا «متنايف أفيح» وقال أبو العباس أحمد بن يحيى :
الصواب «مسايف أفيح» والمسايف جمع مسافه.
أخبرنا أبو
الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال (٢٠ ـ و) أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن
بوش قال : أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال : أخبرنا أبو علي محمد
بن الحسين الجازري قال : أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا قال : حدثنا
أبي قال : حدثنا أبو أحمد الحبلى قال : أخبرنا أبو حفص النسائي قال : حدثني محمد
بن عمرو بن الهيثم بن عدي قال : خرج هشام بن عبد الملك ومعه مسلمة أخوه إلى مصانع
قد هيئت له ، وزينت بألوان النبت ، وتوافى إليه بها وفود أهل مكة والمدينة وأهل
الكوفة والبصرة ، قال : فدخلوا عليه وقد بسط له في مجالس متشرفه مطلعة على ما شق
له من الأنهار المحفة بالزيتون وسائر الأشجار فقال : يا أهل مكة أفيكم مثل هذه
المصانع؟ قالوا : لا ، غير أن فينا بيت الله المستقبل ، ثم التفت إلى أهل المدينة
فقال : أفيكم مثل هذه المصانع؟ قالوا : لا ، غير أن فينا قبر نبينا المرسل ، ثم
التفت إلى أهل الكوفة فقال : أفيكم مثل هذه المصانع؟ قال : فقالوا : لا ، غير أن
فينا تلاوة كتاب الله تعالى المنزل ، ثم التفت إلى أهل البصرة فقال : أفيكم مثل
هذه المصانع؟ قال : فقام إليه خالد بن صفوان فقال أصلح الله أمير المؤمنين إن
هؤلاء قد أقروا على أنفسهم ولو كان من له لسان وبيان لأجاب عنهم فقال له هشام :
أفعندك في بلدك غير ما قالوا؟ فقال : نعم أصف بلادي وقد رأيت بلادك فتقيسها فقال :
هات ، فقال : يغدو قانصانا فيجيء هذا بالشبوط
__________________