أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي الحلبي ـ بقراءتي عليه بحلب ـ قال : أخبرنا الخطيب أبو بكر محمد بن نصر بن منصور بن علي بسمرقند قال : أخبرنا السيد أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني البغدادي ـ إملاء ـ بسمرقند قال : أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني قال : حدثنا محمد بن المعافى الصيداوي بصور قال : حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الوقار قال : قرىء على عبد الله بن وهب وأنا أسمع قال الثوري : قال مجالد : قال أبو الوداك ، قال أبو سعيد الخدري ، قال عمر بن الخطاب : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أخي موسى عليه السلام يا رب وذكر كلمة فأتاه الخضر ، وهو فتى طيب الريح حسن بياض الثياب مشمرها فقال : السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران إن ربك يقرأ عليك السلام ، قال موسى : هو السلام وإليه السلام والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على شكره إلا بمعونته ، ثم قال موسى عليه السلام : أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعذك ، قال الخضر : يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع ، فلا تمل جلساءك إذا حدثتهم ، واعلم أن قلبك وعاء فارغ فانظر ما ذا تحشو به وعاءك ، وانحرف عن الدنيا وانبذها فإنها ليست (١٨٣ ـ ظ) لك بدار ولا لك فيها محل قرار وإنما جعلت بلغة للعباد وتزود منها للمعاد ، ورض نفسك على الصبر تخلص من الإثم ، يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده فإن العلم لمن تفرغ له ولا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا فإن كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوىء السخفاء ، ولكن عليك بالاقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد وأعرض عن الجهال وباطلهم واحلم عن السفهاء فإن ذلك فعل الحلماء وزين العلماء إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حلما ، وجانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك وسبّه إياك أعظم يا بن عمران ، ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلا فإن الاندلاث والتعسف من الاقتحام والتكلف ، يا بن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه.
أنبأنا محمد بن هبة الله قال : أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي