البركات المظفر بن سعد بن محمد الموصلي قال : أنشدنا خرزاد فيروز الملك العزيز لنفسه :
وراقص يستحث الكف بالقدم |
|
مستملح الشكل والأعطاف والشيم |
(١٦٠ ـ و)
ترى له نبرات من أنامله |
|
كأنها نبضات البرق في الظلم |
يراجع الحث في الايقاع من طرب |
|
تراجع الرجل الفأفاء في الكلم |
أخبرنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف النحوي ـ في كتابه ـ عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان بن البطي قال : كتب إلينا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي عن غرس النعمة محمد بن هلال بن المحسن الصابئ قال : وحدثني أبو ... (١) بن عاصم قال : لما انحدر الملك العزيز بن بويه قاصدا البصرة محاربا لها وطامعا فيها شيعته وخدمته وكنت في جملة الغلمان دائما على رأسه ، فأنشد شيئا من شعره ، وأخذ الحاضرون يصفونه ويمدحونه وذكر في شيء منه انحداره هذا وقصده ورجاء النجاح فيه والثقه به ، فأردت أن أدخل نفسي في جملة من يمدحه ويتكلم بين يديه وكنت أحفظ له ثلاثة أبيات فيها ذكر الانحدار فقلت : يا مولانا لك في ذكر الانحدار شيء حسن ، فقال : ما هو؟ فقلت :
وما شكرت زماني حين أصعدني |
|
فكيف أشكره في حال منحدري |
تلاعبت بي أمور لو رمين بها |
|
جوانب الفلك الدوار لم يدر |
تزيدني قسوة الايام طيب ثنا |
|
كأنني المسك بين الفهر (٢) والحجر |
فتطير من ذلك وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا أحسن الله تعالى جزاءك فرجعت الى نفسي وعرفت غلطي ، وهربت على وجهي خجلا ولنفسي معنفا (١٦٠ ظ) وكسر في هذا الوجه ورجع كما لا يحب.
__________________
(١) فراغ بالاصل وهذه الحكاية منقولة عن كتاب الهفوات النادره (أو البادرة) لابن الصابئ ـ ط. دمشق ١٩٦٧ ص ـ ١٤٢ وبدايتها : «وحدثني ابن عاصم قال : لما»
(٢) الفهر حجر صغير يدق به.