فقلت : يا أستاذ أريد أرق من هذا فقال : أكتب :
صافحته فاشتكت أنامله |
|
وكاد يبقى بنانه بيدي |
وكنت اذا صافحت يداه |
|
يدي كأني قابض على البرد |
لو لحظته العيون مدمنة |
|
لذاب من رقة فلم يجد |
فقلت : يا أستاذ أريد أرق من هذا ، فقال لي : أكتب :
رقّته ما مثلها رقة |
|
فان جفا فالويل من صدهّ (١٢٧ ظ) |
قدرة عينيه على مهجتي |
|
كقدرة المولى على عبده |
قد جال ماء الحسن في خده |
|
وضجت الأغصان من قده |
فانقش بما شئت على خاتم |
|
وشربه تقرأه من خده |
فقلت : يا أستاذ أريد أرق من هذا ، فقال لي : أكتب :
توهمه طرفي فأصبح خده |
|
وفيه مكان الوهم من نظري أثر |
وصافحه كفي فآلم كفه |
|
فمن غمز كفي في أنامله عقر |
ومر بفكري خاطرا فجرحته |
|
ولم أر جسما قط يجرحه الفكر |
فلو أن كتاب العراق أكفهم |
|
حوت قصب الآجام أمدادها البحر |
يخطون ما جاءت به الصين كاغدا |
|
وما نشرت من طيّ قرطاسها مصر |
لما كتبوا معشار عشر عشير |
|
ما تضمنه من حبك القلب والصدر |
فقلت : يا أستاذ أريد أرق من هذا ، فقال لي : أكتب :
تكوّن من نور الإله بلا مسّ بقول |
|
عزيز : كن من الروح بالقدس |
فلما رأته الشمس أحمد نورها |
|
وقالت له : بالله أنت من الأنس |
فقال لها : إني أظنك ضرتي |
|
وخمّس بالكف المليح على الشمس |
فقلت : يا أستاذ أريد أرق من هذا ، فقال لي : قد تقدمت الى المنزل أن يصلحوا عدسا بسليق وأنا ألقاك غدا بشيء رقيق ، وتركني وانصرف.
ونقلت من خط أبي الفتح المدائني المذكور في هذا المجموع : حدث أبو بكر