ودخل على أبي بكر فرأى منه كلما يحب فخرج مسرورا فعرف عمر أن أبا بكر قد أرضاه ، فأمسك عن كلامه وإنما كان وجد عمر عليه (٩٣ ـ و) فيما صنع بمالك ابن نويرة من قتله إياه ، وتزوج امرأته وما كان في نفسه قبل ذلك من أمر بني جذيمة.
قال محمد بن عمر : فهذا أثبت عندنا أن خالد بن الوليد رجع من اليمامة إلى المدينة ، وقد روى قوم من أهل العلم أن أبا بكر كتب إلى خالد حين فرغ من أهل اليمامة أن يسير إلى العراق ففعل.
أنبأنا أبو حفص قال : أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي ـ اذنا أو سماعا ـ قال : أخبرنا أبو بكر بن الطبري قال : أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا يعقوب بن سفيان قال : ذكر حسان بن عبد الله عن ابن لهيعة قال : حدثنا أبو الأسود عن عروة قال : فلما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة جاءه كتاب من أبي بكر الصديق يأمره بالمسير إلى الشام فيمد أهل الإسلام ، فمضى خالد على وجهه فسلك عين التمر (١) فمر بدومة الجندل ، فأغار عليهم فقتل بها رجالا وهزمهم الله وسبى بنت الجودي ، ومضى حتى قدم الشام وبها يومئذ أبو عبيدة بن الجراح على جند ، ويزيد بن أبي سفيان على جند ، وعمرو بن العاص على جند فقدم عليهم خالد بن الوليد بأجنادين (٢) فهزم الله عدوه.
وقال أبو القاسم بن السمرقندي : أخبرنا أبو علي محمد بن محمد بن أحمد ابن المسلمة قال : أخبرنا علي بن أحمد بن عمر قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن الصواف قال : أخبرنا الحسن بن علي القطان قال : حدثنا اسماعيل بن عيسى العطار قال : حدثنا أبو حذيفة اسحاق بن بشر قال : وأخبرنا (٩٣ ـ ظ) السّدي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال : قال عمر : أما والله لئن صير الله هذا الأمر إليّ لأعزلن المثنى بن حارثة عن العراق وخالد بن الوليد عن الشام حتى يعلما إنما نصر الله دينه ليس إياهما نصر.
__________________
(١) بلدة قريبة من الانبار غربي الكوفة.
(٢) موضع في فلسطين بين الرملة والخليل في ظاهر قرية عجور الشرقي في منطقة الخليل. معجم بلدان فلسطين.