في فضله كيف خدع حتى صار يذبح لحجر لا تسمع ولا تبصر ، ولا تضر ولا تنفع ، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان هذا الامر الى الله فمن يسره الله للهدى تيسر ومن يسر للضلالة كان فيها.
وكان هدمها لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان ، وكان سادنها أفلح بن النضر الشيباني من بني سليم ، فلما حضرته الوفاة دخل عليه وهو حزين ، فقال له أبو لهب : ما لي أراك حزينا؟ قال : أخاف ان تضيع العزى (٨٣ ـ ظ) من بعدي ، قال أبو لهب : فلا تحزن فأنا أقوم عليها من بعدك فجعل كل من لقي قال : ان تظهر العزى كنت قد اتخذت يدا عندها بقيامي عليها ، وان يظهر محمد على العزى ، ولا أراه يظهر ـ فابن أخي ، فأنزل الله عز وجل : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) ويقال انه قال هذا في اللات.
أنبأنا ابن طبرزد قال أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البناء ـ اجازة ان لم يكن سماعا منهما أو من أحدهما ـ قالا : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص قال : أخبرنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا الزبير بن بكار قال : حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال : فكان خالد يوم حنين في مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بنى سليم ، وجرح فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ بعد ما هزمت هوازن ـ في رحله فنفث على جراحه فانطلق منها وبعثه ـ الى الغميصاء (١) ، وكان بها قوم من بني كنانة يقال لهم بنو جذيمة ، ومعه بنو سليم فاستباحهم ، فادعوا الاسلام ، فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم حضر مؤتة فلما قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة مال المسلمون الى خالد فانحاز بهم فعيرهم المسلمون حين رجعوا الى المدينة فقالوا لهم : انتم الفرارون ، فشكوا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : بل انتم الكرارون فكف الناس عنهم.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن الحسن الأسدي المعروف (٨٤ ـ و) بابن البن ـ قراءة عليه بدمشق وأنا أسمع ـ قال أخبرنا جدي
__________________
(١) موضع في بادية العرب قرب مكة. معجم البلدان.