بسم الله الرحمن الرحيم
وبه توفيقي
أنبأنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري قال : أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الاشيري قال : أخبرنا أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن الدباغ قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت قال : أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال : حوشب بن طخية الحميري ويقال الالهاني ، ذو ظليم أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل انه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، واتفق أهل العلم بالسير والمعرفة بالخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب الى حوشب ذي ظليم الحميري كتابا ، وبعث به اليه مع جرير البجلي ليتعاون هو وذو الكلاع ـ رئيسين في قومهما متبوعين (١) ـ وهما كانا ومن معهما من اليمن القائمين بحرب صفين مع معاوية ، وقتلا جميعا بصفين ، قتل حوشبا سليمان بن صرد الخزاعي وقتل ذا الكلاع حريث بن جابر ، وقيل قتله الاشتر.
حدثت عن أبي نعيم بن عبد الله بن أحمد بن اسحاق الاصبهاني قال : حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال : حدثنا علي بن أحمد بن أبي يزيد قال : حدثنا نصر ابن مزاحم قال : حدثني أبي قال : حدثنا عمرو بن شمر عن محمد بن سوقه عن عبد الواحد الدمشقي قال : نادى حوشب الحميري عليا يوم صفين ، فقال : انصرف عنا يا ابن أبي طالب فانا ننشدك الله في دمائنا ودمك ، ونخلي بينك وبين عبدّانك وتخلي بيننا (٣٢٤ ـ و) وبين شائنا (٢) ، ونحقن دماء المسلمين ، قال علي : هيهات يا بن أم ظليم ، والله لو علمت أن المداهنة تسعني في دين الله لفعلت ، ولكان أهون علي في
__________________
(١) الاستيعاب لابن عبد البر على هامش الاصابة : ١ / ٣٩١ ـ ٣٩٢.
(٢) رواية الاستيعاب : «ونخلي بينك وبين عراقك وتخلي بيننا وبين شامنا».