فجرى بيننا كلام ، فقال أبو العلاء : ما سمعت في مراثي الحسين بن علي رضي الله عنهما مرثية تكتب ، قال : فقلت له : قد قال رجل من فلاحي بلدنا أبياتا يعجز عنها شيخ تنوخ فقال لي : أنشدنيها ، فأنشدته :
رأس ابن بنت محمد ووصيه |
|
للمسلمين على قناة يرفع |
والمسلمون بمنظر وبسمع |
|
لا جازع فيهم ولا متفجع |
كحلت بمنظرك العيون عماية |
|
وأصمّ رزؤك كل أذن تسمع |
أيقظت أجفانا وكنت أنمتها |
|
وأنمت عينا لم تكن بك تهجع |
ما روضة إلّا تمنت أنها لك |
|
تربة ولخط قبرك مضجع |
فقال أبو العلاء : والله ما سمعت أرق من هذا.
قلت قد رثي الحسين رضوان الله عليه بأشعار كثيرة لو بسطت يدي الى إيراد جملة منها لطال ذكرها ، وامتنع حصرها ، فاقتصرت منها على هذا القليل خوفا من الاكثار ، وتجنبا للتطويل.
الحسين بن علي بن عبيد الله :
ابن محمد بن عبد الله ، أبي أسامة بن محمد بن بهلول أبي أسامة ، أبو القاسم الأسامي الحلبي ، من ولد أسامة بن زيد ، من بيت مشهور بحلب ، كان فيهم الفضلاء والخطباء والمحدثون ، وأبو القاسم هذا كان أديبا فاضلا ، شاعرا محدثا.
أخذ الأدب عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي ، وأبي العباس أحمد بن فارس الأديب المنبجي (١٠٢ ـ ظ) وأبي الحسين سعيد بن زيد الحمصي ، وأبي العباس أحمد بن محمد النامي المصيصي.
وروى الحديث عن القاضي أبي محمد عبيد الله بن الحسين بن عبد الرحمن الصابوني الأنطاكي ، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن سلّام ، وأبي عبد الله محمد بن عيسى بن اسحاق التميمي البغدادي ـ نزيل حلب ـ وأبوي بكر محمد ابن الحسين بن صالح السبيعي ، ومحمد بن ابراهيم بن أبي أمية الطرسوسي ، وأبي عمران موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب ، وأبي الحسين