أمام البيوت ، وأن يحفروا من وراء البيوت أخدودا ، وأن يضرموا فيه حطبا وقصبا كثيرا ، لئلايؤتوا من أدبار البيوت ، فيدخلوها.
قالوا : ولما صلى عمر بن سعد الغداة نهد بأصحابه وعلى ميمنته عمرو بن الحجاج ، وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن ـ واسم شمر شرحبيل بن عمرو بن معاوية ، من آل الوحيد ، من بني عامر بن صعصعة ـ وعلى الخيل عروة بن قيس ، وعلى الرجّالة شبث بن ربعي ، والراية بيد زيد مولى (٧٤ ـ ظ) عمر بن سعد.
وعبا الحسين عليه السلام أيضا أصحابه ، وكانوا اثنين وثلاثين فارسا وأربعين راجلا ، فجعل زهير بن القين على ميمنته ، وحبيب بن مطهر على ميسرته ، ودفع الراية الى أخيه العباس بن علي ، ثم وقف ، ووقفوا معه أمام البيوت ، وانحاز الحر ابن يزيد الذي كان جعجع بالحسين الى الحسين ، فقال له : قد كان مني الذي كان ، وقد أتيتك مواسيا لك بنفسي ، أفترى ذلك لي توبة مما كان مني؟
قال الحسين : نعم ، انها لك توبة ، فابشر ، فأنت الحر في الدنيا ، وأنت الحر في الاخرة ، إن شاء الله.
قالوا : ونادى عمر بن سعد مولاه زيدا أن قدم الراية ، فتقدم بها ، وشبت الحرب ، فلم يزل أصحاب الحسين يقاتلون ويقتلون ، حتى لم يبق معه غير أهل بيته ، فكان أول من تقدم منهم ، فقاتل علي بن الحسين ، وهو علي الأكبر فلم يزل يقاتل حتى قتل ، طعنه مرة بن منقذ العبدي ، فصرعه ، وأخذته السيوف فقتل ، ثم قتل عبد الله بن مسلم بن عقيل ، رماه عمرو بن صبح الصيداوي ، فصرعه ، ثم قتل عدي ابن عبد الله بن جعفر الطيار ، قتله عمرو بن نهشل التميمي ، ثم قتل عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب ، رماه عبدالله بن عروة الخثعمي بسهم ، فقتله ، ثم قتل محمد بن عقيل بن أبي طالب ، رماه لقيط بن ناشر الجهني بسهم ، فقتله ، ثم قتل القاسم بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ضربه عمرو بن سعد بن مقبل الأسدي ، ثم قتل أبو بكر بن الحسن بن علي ، رماه عبد الله بن عقبة الغنوي بسهم ، فقتله.
ولما : رأى ذلك العباس بن (٧٥ ـ و) علي قال لإخوته عبد الله ، وجعفر ، وعثمان ، بني علي ، عليه وعليهم السلام ، وأمهم جميعا أم البنين العامرية من آل