أو علينا؟ قلت : لا معك ولا عليك وتركت ، قال أمّا لا فولّ في الأرض ، فو الذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلّا دخل جهنم ، فانطلقت هاربا موليا في الأرض حتى خفي عليّ مقتله (١).
أخبرنا مرجا بن أبي الحسن التاجر قال : أخبرنا محمد بن علي بن أحمد قال : أخبرنا أبو الفضل بن أحمد بن عبد الله قال : أخبرنا محمد بن محمد بن مخلد قال : أخبرنا علي بن الحسن قال : أخبرنا أبو بكر بن عثمان الحافظ قال : حدثنا يزيد ابن هرون قال : أخبرتني أمي عن جدتها قالت : أدركت قتل الحسين بن علي رضوان الله عليه ، فلما قتل خرج ناس الى إبل كانت معه فانتهبوها ، فلما كان الليل رأيت فيها النيران تلتهب ، فاحترق كل ما أخذ من عسكره.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن ابراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس ، وأبو المظفر حامد بن العميد بن أميري القزويني بحلب قالا. أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري قالت : أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران قال : أخبرنا أبو علي الحسين ابن صفوان البردعي قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا (٦٩ ـ ظ) القرشي قال : أخبرني العباس بن هشام بن محمد الكوفي عن أبيه عن جده قال : كان رجل من بني أبان بن دارم يقال له زرعة شهد قتل الحسين رضي الله عنه ، فرمى الحسين بسهم فأصاب حنكه فجعل يلتقي الدم ، ثم يقول هكذا إلى السماء ، فيرمي به ، وذلك أن الحسين رضي الله عنه دعا بماء ليشرب فلما رماه حال بينه وبين الماء ، فقال : اللهم ظمئه ، اللهم ظمئه ، قال : فحدثني من شهده وهو يموت وهو يصيح من الحرّ في بطنه ، والبرد في ظهره ، وبين يديه المراوح والثلج ، ومن خلفه الكانون ، وهو يقول اسقوني أهلكني العطش ، فيؤتى بالعسّ العظيم فيه السويق أو الماء واللبن ، لو شربه خمسة لكفاهم ، قال فيشربه ، ثم يعود فيقول اسقوني أهلكني العطش. قال : فانقد بطنه كانقداد البعير. (٢).
أخبرنا أبو العباس أحمد بن مسعود بن شداد الصفار الموصلي بحلب قال :
__________________
(١) ابن عساكر ـ ترجمة الحسين : ٢٣٥ ـ ٢٣٦.
(٢) ابن عساكر ـ المصدر نفسه : ٢٣٧.