كذا قال ابن منقذ أنه قتل ببغداد وحمل الى داره التي ببغداد ، وهو وهم ، والصحيح أنه قتل بقرب نهاوند وهو متوجه الى العراق.
نقلت من كتاب «الاستظهار في التاريخ على الشهور» (١) تأليف القاضي أبي القاسم علي بن محمد السمناني قال : في شهر رمضان من سنة خمس وثمانين وأربعمائة قتل الشيخ الكبير قوام الدين نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن اسحاق ، رضي أمير المؤمنين رضي الله عنه في ظاهر نهاوند وهو سائر الى العراق ، قتله انسان ديلمي غيلة بعد الفطر ليلة الجمعة حادي عشر منه.
وكان مولده في ذي القعدة من سنة ثمان وأربعمائة ، وبقي في الأمر وزيرا ، وناظرا ، ومشرفا نحو خمسين سنة ، وبلغ في الوزارة ما لم يبلغه أحد من وزراء الدولتين ، وكان يضرب له الطبل والقصاع ثلاث صلوات حضرا وسفرا ، وهو الذي بنى الدولة السلجوقية وأسس قواعدها ، وتفتحت الدنيا على يديه ، وكان صدوق اللسان جيد الرأي ، كبير النفس حليما وقورا ، يصلي الليل ، ويصوم في أكثر الاوقات.
وهو أول وزير بنى المدارس في البلاد ، وأجرى على المدرسين ، والمتفقهة ، والأدباء والشعراء ، وأهل البيوتات ، والرؤساء. ولم ينظر قط الى ظهر محروم ، وما قصده أحد في أمر إلا ناله أو معظمه ، فأما الحرمان فلا ، ولم يبق عليه من عظيم الملك غير ما فعله وبناه وخلد به ذكره في العالم ، وفاق به على جميع من تقدم ، رضي الله عنه وأرضاه (٣٠٠ ـ و) وأحسن له الجزاء عني ، فلقد وصلني في سبع سفرات بألف وأربعمائة دينار من ماله ، غير الثياب والنزل والاقامة ، وأجرى علي من مال بيت المال سبعمائة دينار وعشرين دينارا في كل سنة ، وولاني قضاء الرحبة
__________________
(١) لم استطع الوقوف عليه.