أنشدني كيخسره بن يحيى بن باكير الفارسي من حفظه أملاه على قال : أنشدني أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي للسيد العلوي البلخي :
تولى الارض أعجاز لئام |
|
وباد سوالف كرمت وهاموا (١) |
كذاك الدور إن خربت واقوت |
|
تولاهن اصداء وهام |
قال عبد الكريم : قال لي كيخسره بن علي : قال لي أبو زكريا التبريزي : قاله السيد البلخي لما أفضت الوزارة الى نظام الملك في حقه ، فلما بلغ البيتان إليه أرسل بي إليه ، واستأذن في زيارته ، فأذن فزاره وحمل معه بمائة ألف درهم أغراضا ودنانير واعتذر إليه وكأنه هجاه بهذين البيتين ، ثم تعاهدا على أن يعود على شغله في الاستيفاء فوفيا بالعهد الى أن مات.
أخبرنا أبو هاشم قال : أخبرنا أبو سعد قال : سمعت محمد بن يحيى بن منصور الجنزي الإمام يقول : سمعت في حياة والدي رجلا يقول : أقام والدي في حجرة النظام الوزير ثلاثة أيام بلياليها ما أكل فيها ولا شرب ، وكان الفراش قد نسي أن يقدم له شيئا الى أن تنبه النظام لذلك ، فقام بنفسه وحمل إليه الطعام بنفسه.
قال الإمام محمد بن يحيى : فحكيت هذه الحكاية لوالدي ، فسكت.
قرأت بخط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ (٢٩٧ ـ ظ) في تاريخه قال : حدثني أبي عنه ـ يعني عن نظام الملك ـ قال : كان رجلا يصوم الدهر ، وله في أصبهان أربع نسوة يعمل له في كل دار طعام ولأصحابه ومن يكون عنده بقيمة وافية ، فأي دار اراد أن يجلس بها كان الطعام الكثير معدا له ـ كما قال ـ : عشرة رؤوس غنم مشوية ، وعشرة ألوان وعشر جامات حلواء.
سمعت القاضي أبا عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر الحنفي قاضي العسكر رحمه الله ، وقد جرى ذكر نظام الملك وميله الى أهل العلم ، يقول : كان نظام الملك يتعصب للشافعية كثيرا ، فكان يولي الحنفية القضاء ، ويولي الشافعية المدارس ،
__________________
(١) كذا في الاصل ، وجاء في الحاشية بخط مخالف : هام بلا واو وكتابة الواو خطأ.