الحسين : يقال أن أبا سعيد كان في الغريب يرجع اليه ولا يأنف ، فقال الشيخ أبو الحسين : وليس ذلك بعيب ، ولكن في هذا الزمن قوم يقدرون أنه لا يتبين فضل الرجل وعلمه وأدبه الا بنقصه الآخر.
ونقلت من خطه أيضا : قلت للشيخ أبي الحسين أيده الله : لما ذا لم تشاهد علي ابن عيسى حين دخلت بغداد ، فقال : انما تركته لمكان أبي سعيد السيرافي رحمه الله كرهت أن يستوحش منه مع ان علي بن عيسى كان يشكوني ، وأبو سعيد رحمه الله في النحو كان من الكبار (٢٧٠ ـ و) المتقدمين وأما علي بن عيسى فقد نظرت في علمه ولست استحسنه ، فقلت له : قيل انه هو أسن من أبي سعيد؟ فقال : نعم كذا قيل والسلام.
أنبأنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال : أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال : حدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قال : كان أبو سعيد السيرافي عالما فاضلا منقطع النظر في علم النحو خاصة ، وكانت سنه يوم توفي ثمانين سنة (١).
قرأت في تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري : وفيها ـ يعني سنة أربع وستين وثلاثمائة ـ توفي أبو سعيد السيرافي ببغداد ، كذا قال أبو غالب ، وقد حكينا عن أبي حيان التوحيدي أنه مات سنة ثمان وستين وثلاثمائة في رجب وهو الصحيح ، وقد تابعه على ذلك هلال بن المحسن الصابئ وأبو القاسم الازهري.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ـ اذنا ـ قال : أخبرنا محمد بن عبد الملك قال : أخبرنا أبو بكر الثابتي قال : حدثني هلال بن المحسن قال : توفي القاضي أبو سعيد السيرافي في يوم الاثنين الثاني من رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة عن أربع وثمانين سنة.
وأخبرنا أبو اليمن الكندي ـ فيما أجازه لي ـ قال : أخبرنا أبو منصور بن زريق قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : حدثني الازهري قال : توفي أبو سعيد
__________________
(١) تاريخ بغداد : ١ / ٣٤٢.