ذكر محمد بن عبد الملك الهمذاني في «كتاب عنوان السير في محاسن البدو والحضر» وقرأته فيه قال : ناصر الدولة أبو محمد الحسن بن أبي الهيجاء ، عبد الله بن حمدان لقبه المتقي لله بهذا اللقب ، وهو ثاني من لقب في الدولة (٢٦٠ ـ و) ولقب أخاه أبا الحسن سيف الدولة ، وولي ناصر الدولة امارة الأمراء ببغداد وواسط في سنة ثلاثين وثلاثمائة وضرب دنانير سماها الأبريزية ، وبيع الدينار منها بإثني عشر درهما ، وزوج ابنته عدوية من الأمير أبي منصور بن المتقي لله على صداق تعجل منه مائة ألف دينار ، كانت إمارته ببغداد ثلاثة عشر شهرا وثلاثة أيام.
وجدت في بعض تعاليقي أن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان ، سخط على كاتب له ، وألزمه منزله فاستؤمر في إسقاط المقرر له ، فقال : إن الملوك يؤدبون بالهجران ولا يعاقبون بالحرمان.
ووقع في رقعة صديق كتب إليه يعتذر من التأخر عن حضرته : أنت في أوسع العذر عند ثقتي بك ، وفي أضيقه عند شوقي إليك.
أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل قال : أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي ، إذنا عن أبي القاسم بن أحمد عن أبي أحمد المقرئ ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، إجازة ، قال : وكان الناس يكتبون على الدنانير محمد رسول الله ، فزاد ناصر الدولة : صلى الله عليه ، فكانت هذه منقبة لآل حمدان ما كانت لغيرهم تفرد بها ناصر الدولة. قال : ورأيت له توقيعا على قصة متظلم : قد نصب الله الحكام وأنفذ أوامرهم على الولاة كما أنفذها على الرعية ، ولو كان إلينا تصريفهم في الحكم على مرادنا لكففناهم عما نكره من الأمور المعينة علينا ، لكن لا ولاية (٢٦٠ ـ ظ) لنا عليهم إلا في الاستبدال بالمتسمح منهم ، فإن أعادك إلينا ضعفا لا افتتانا عضدناه بالإمداد وأغنيناه عن الاستنجاد.
قال محمد بن عبد الملك بن الهمذاني في كتاب عنوان السير : ولم يزل ، يعني ، ناصر الدولة ، مستوليا على ديار الموصل وغيرها حتى قبض عليه ابنه أبو تغلب في سنة ست وخمسين وثلاثمائة وكانت إمارته هناك اثنتين وثلاثين سنة ، وتوفي يوم الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الاول سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.