قال ابن خالويه : قال لي الأمير أبو فراس : سمعت الأمير سيف الدولة يقول : أنفق أخي في مدة أحد عشر شهرا اثنين وسبعين ألف ألف درهم ، أكثرها من ذخائره (١).
وقال أبو عبد الله بن خالويه ولم يزل ، يعني ، ناصر الدولة مشهورا بالبأس موصوفا بالشجاعة والاقدام ، حدثني من سمعه قال (٢٥٩ ـ ظ) : كنت مع أبي صبيا قد زحف إلينا عمي الحسين ليستقيد من وقعتنا كانت به ، فطلبت من أبي جوشنا ، فمنعني لصباي ، وكان معنا ابن خال أبي محمد علي بن داود بن وهزاد الكردي ، فقال لي : يا أبا محمد حسين حموك ، وهو الذي تعرف وو الله لئن لم ير قتالك لا دفع إليك ابنته ، فما التقت الخيلان حتى ضربت فارسا فيهم ، وجئت إلى أبي وأريته الدم يقطر من كمي.
قرأت في «كتاب المأثور في ملح الخدور» تأليف أبي القاسم الحسين بن علي بن الحسين الوزير المغربي ورأيته بخطه قال : ومن ولد أبي الهيجاء أبو محمد الحسن ، وأبو الحسن علي : ناصر الدولة وسيفها رحمهما الله ، المتجاذبان ملاءة المجد والجاريان على ساقه الكرم والفضل وفي مدحهما يقول أبو العباس أحمد بن محمد الدارمي النامي المصيصي رحمه الله :
بجبلي وائل وركني عزّها |
|
وعارضي أفق نداها المنهمل |
توازن القسمان في المجد اعتلى |
|
تساوى العينين في اللحظ اتصل |
يا حسن بن المحسنين دعوة للمجد |
|
تدعاها وأخرى للوهل (٢) |
ويا علي كم دعاء بك من ثغر |
|
مخوف ورجاء مبتهل |
هذا مقامي بين بحرين فلا ثمدا |
|
منحت ظمأي ولا وشل (٣) |
__________________
(١) لمزيد من التفاصيل انظر «الدولة الحمدانية في الموصل وحلب» للدكتور فيصل السامر ـ ط. بغداد ١٩٧٠ : ١ / ٢٣٢ ـ ٢٤٠ ، ٢٥٨ ـ ٢٦٩.
(٢) الوهل : الفزع ، ووهل : ذهب وهمه اليه. القاموس.
(٣) الوشل : الماء القليل ، والثمد الماء القليل لا مادة له وأبو العباس النامي ، من شعراء سيف الدولة ، وكانت مرتبته بعد مرتبة المتنبي. انظر يتيمة الدهر للثعالبي : ١ / ٢٤١ ـ ٢٤٨.