فلا تحسبوا أن المعالي رخيصة |
|
ولا أن إدراك العلى هين سهل |
فما كل من يسعى الى المجد مدركا |
|
ولا كل من تهوى العلى نفسه تعلو |
وفوق سرير المجد من آل صالح |
|
فتى ما له عن شغله بالعلى شغل |
له نصل سيف يقطع الهام حدّه |
|
وأقطع منه حامل النصل لا النصل |
إذا سله سل العزيمة قبله |
|
فلم يدر أي الصارمين له الفعل |
فتى خلقه خلق الغمام فعنده |
|
لطالبه إما الوبال أو الوبل (١) |
أبا صالح حلمتني كل منّة |
|
فرفقا بما تسدي فقد ثقل الحمل |
نظمت لك الدّر الذي ليس مثله |
|
وأنت الذي ما في الملوك له مثل |
(٢٥٣ ـ و)
بلوت القوافي عند من لو بلوته |
|
بغير القوافي لابتهجب بما تبلو |
وكادت قوافي الشعر لما دعوتها |
|
اليك توافي قبل أن وافت الرسل |
لك الفضل لا للغيث انك |
|
دايم وما دام سحّ للغيوث ولا هطل |
وهبت لغالي المدح ما لك كله |
|
كأنك لا يغلو عليك الذي يغلو |
وأنت الذي لولاك لم يعرف العدل (٢) |
|
وأنت الذي لولاك لم يعرف الندى |
عوجا نحييّ ربوعا غير أدراس |
|
بين اللوى وهضاب الأرعن الراسي |
الى الأبارق حيث العين راتعة |
|
من الحمى بين أنقاء وأدهاس |
سقى الديار بحيث ألخبت من هجر |
|
شؤبوب كل ملث الوبل رجاس (٣) |
ديار ناس صحبناهم بها زمنا |
|
يا حبذا ناس تلك الدار من ناس |
إن أوحشوني فما أنسى بقربهم |
|
أنسى فأمزج ايحاشي بإيناسي |
يا صاحبي أبرق لاح مبتسما |
|
من دون شماء أم مشكاة نبراس |
أم نحن لما جعلنا قصدنا حلبا |
|
بدا لنا النور من وجه ابن مرداس |
__________________
(١) الوبال : الثقل والمكروه : والوبل : المطر الشديد الضخم القطر. القاموس.
(٢) ديوانه : ١ / ١٧٦ ـ ١٧٨.
(٣) لخب لطم واللخب شجر المقل ، ورجاس سحاب قوي. القاموس.