أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي الدمشقيان شيئا من شعره بدمشق ، وكان شريف النفس صحيح العقيدة ، عفيفا نزها عن الدنايا.
قال لي القاضي شمس الدين أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن مميّل الشيرازي ، قاضي دمشق : كان ملك النحاة حسن العقيدة عفيفا ، وسمعته يقول وأشار الى لحيته : اللهم ان كنت تعلم أني زنيت زنية في الاسلام فلا تغفر لهذه الشيبة.
أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال : أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر السمعاني قال : الحسن بن أبي الحسن أبو نزار الملقب بحجة العرب وملك النحاة ، من أهل بغداد ، وأظن أنه واسطي ، والله أعلم ، أحد الفضلاء المبرزين ، وكان حسن الشعر متين اللفظ ، سافر عن بغداد وتغرب وانتشر ذكره في الآفاق ، ودخل بلاد : دغرا (١) ، وكرمان ، ولم يدخل بلاد خراسان ، وانصرف الى كرمان وخرج منها الى الشام وقيل انه بها الساعة ، ولقي الاكابر ، ولقي مورده بالاكرام.
أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان بن البانياسي ـ كتابه ـ قال أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال : الحسن بن أبي الحسن ، واسمه أبي الحسن صافي ، مولى حسين بن الارموي التاجر أبو نزار البغدادي (٢٣٠ ـ ظ) المعروف بملك النحاة ، ذكر لي أنه ولد ببغداد في سنة تسع وثمانين وأربعمائة في الجانب الغربي في محلة تعرف بشارع دار الرقيق ، ثم نقل الى الجانب الشرقي من بغداد الى جوار الخلافة المعظمة ، وهناك قرأ العلم ، وسمع الحديث من أبي طالب الزينبي ، وقرأ علم المذهب على الشيخ أحمد الاشنهي ، وقرأ علم أصول الدين على الشيخ أبي عبد الله المغربي القيرواني ، وقرأ أصول الفقه على الشيخ أبي الفتح بن برهان ، وقرأ علم الخلاف على الشيخ الامام أسعد الميهني ، وقرأ النحو على الشيخ أبي الحسن علي بن أبي زيد الفصيحي الاستراباذي ، وقرأ الفصيحي على عبد
__________________
(١) لم أستطع التعرف اليها.