قرأت بخط أبي الكرم خميس بن علي بن أحمد الحوزي الواسطي على فصيح ثعلب ، في تسميع ذكر فيه اسناده ، ثم قال : إلّا اني لم أقرأه على أحد أعلم به من شيخنا أبي علي الحسن بن الحسين بن مندل النحوي ، ولكن لم يسنده ، وكان يغضب اذا قيل له : على من قرأته؟ مع أنه قد لقي أبا العلاء المعري وغيره. (١٩٠ ـ و)
الحسن بن الحسين بن وأسانه بن محمد :
وقيل اسمه الحسين بن الحسن أبو القاسم التميمي الواساني شاعر مجيد.
حسن الشعر ، خبيث اللسان هجاء ، قيل ان مولده بحلب ، ومسكنه دمشق ، وقدم حلب من دمشق ، ومدح بها أبا الفضائل سعيد بن شريف بن علي بن حمدان ، واليه ينسب حمام الواساني (١) ، وكان له دار الى جانبها بالقرب من البلاط ، وكانت الحمام والدار قد قبضتا في أيام بني حمدان ، فقدم حلب على أبي الفضائل ومدحه فأطلقهما ، أو سلمهما إليه.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ـ اذنا ـ قال : أخبرنا أبو القاسم اسماعيل بن أحمد بن السمرقندي ـ اجازة ـ قال : أخبرنا أبو يعقوب الاديب ، في كتابه ، عن أبي منصور الثعالبي قال : أبو القاسم الحسين بن الحسن بن واسانة ابن محمد الواساني ، أعجوبة الزمان ، ونادرته ، وفرد عصره ونابغته ، وهو أحد المجيدين في الهجاء ، وكان في زمانه كابن الرومي في أوانه فمن شعره قوله يهجو ابن أبي أسامة :
يا ساكني حلب العواصم |
|
جادها صوب الغمامه |
أنا في مدينتكم غريب |
|
لست من أهل الإقامة |
والخان يحدث للغريب |
|
إذا أبّن به سآمه |
فعرضت من طول المقام. |
|
بها وأعوزت المدامة |
فخرجت في بعض الليالي |
|
قاصدا باب السلامة |
باب السلامة : باب كان جدده سيماء الطويل على جسر باب أنطاكية الراكب
__________________
(١) انظر حولها ـ الآثار الاسلامية والتاريخية في حلب : ١٧٦.