فركبت أخت لهشام اليه ، وكانت جزلة عاقلة ، فقالت : يا هشام أتراك الذي يهلك عشيرته على يده ، راجع أمير المؤمنين ، قال : ما أنا بفاعل ، قالت : فان كان لا بد من أمر فمر آل علي يشتمون آل الزبير ، ومر آل الزبير يشتمون آل علي ، قال : هذه أفعلها ، فاستبشر الناس بذلك ، وكانت أهون عليهم ، فكان أول من أقيم الى جانب المرمر الحسن بن الحسن ، وكان رجلا رقيق البشرة ، عليه يومئذ قميص كتان رقيقة فقال له هشام : تكلم بسب آل الزبير فقال : ان لآل الزبير رحما أبلها ببلالها ، وأربها بربابها (١) ، (١٨٢ ـ ظ) يا قوم ما لي أدعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار؟ فقال هشام لحرسي عنده : اضرب فضربه سوطا واحدا من فوق قميصه فخلص الى جلده فشرخه حتى سال دمه تحت قدمه في المرمر ، فقام أبو هاشم عبيد الله بن محمد بن علي فقال : أنا دونه أكفيك أيها الأمير ، فقال في آل الزبير ، وشتمهم ، ولم يحضر علي بن الحسين كان مريضا ، أو تمارض ، ولم يحضر عامر بن عبد الله بن الزبير ، فهم هشام ان يرسل اليه فقيل له : انه لا يفعل أفتقتله؟ فأمسك عنه ، وحضر من آل الزبير من كفاه وكان عامر يقول : ان الله لم يرفع شيئا فاستطاع الناس خفضه ، انظروا الى ما يصنع بنو أمية يخفضون ويغرون بشتمه وما يزيده الله بذلك إلّا رفعة.
أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ـ اذنا أو سماعا ـ قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن علي ـ املاء قال : أخبرنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ قال : حدثنا أحمد بن محمد بن اسماعيل الأدمي قال : حدثنا الفضل بن سهل قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري قال : حدثنا فضيل ابن مرزوق قال : سمعت حسن بن حسن يقول لرجل من الرافضة : والله لئن أمكن الله منكم لتقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولا تقبل منكم توبة.
قال ابن طبرزد : أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء ـ اجازة ان لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا الحسن بن علي قال : أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال : حدثنا عبد الله بن اسحاق المدائني قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا يزيد بن هرون (١٨٣ ـ و) عن فضيل قال : سمعت الحسن بن
__________________
(١) أي أصلها وأنميها. القاموس.