قد أسرع إليه الشبيب ، فقال له عبد الملك : لقد أسرع إليك الشيب ، ويحيى بن الحكم في المجلس ، فقال له يحيى : وما (١٨١ ـ و) يمنعه يا أمير المؤمنين ، شيبه أماني أهل العراق ، كل عام يقدم عليه منهم ركب يمنونه الخلافة ، فأقبل عليه الحسن ابن الحسن فقال : بئس والله الرفد رفدت ، وليس كما قلت ، ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب ، وعبد الملك يسمع ، فأقبل عليه عبد الملك فقال : هلم ما قدمت له ، فأخبره بقول الحجاج ، فقال : ليس ذلك له ، اكتبوا له كتابا لا يجاوزه ، فوصله ، وكتب له ، فلما خرج من عنده لقيه يحيى بن الحكم ، فعاتبه الحسن على سوء محضره ، وقال : ما هذا بالذي وعدتني ، فقال له يحيى : إيها عنك ، والله لا يزال يهابك ، ولو لا هيبته إياك ما قضى لك حاجة وما ألوتك رفدا.
قال الحافظ : أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن علي قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي المقرئ قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال : حدثني محمد بن الحسين قال : حدثني محمد بن سعد ـ وصوابه سعيد ـ قال : حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير قال : كتب الوليد ابن عبد الملك الى عثمان بن حيان المري (١) : انظر الحسن بن الحسن فاجلده مائة ضربة ، وقفه للناس يوما ، ولا أراني إلّا قاتله : قال : فبعث اليه فجيء به والخصوم بين يديه ، قال : فقام إليه علي بن حسين ، فقال : يا أخي تكلم بكلمات الفرج يفرج الله عنك ؛ لا اله الا الله الحليم ، سبحان الله رب السماوات ورب العرش (١٨١ ـ ظ) العظيم ، الحمد لله رب العالمين ، قال : فقالها قال : فانفرجت فرجه من الخصوم ، فرآه فقال : أرى وجه رجل قد قرف (٢) عليه كذبة خلو سبيله ، أنا كاتب الى أمير المؤمنين بعذره فإن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
قال الحافظ : كذا في كتابي ، والصواب محمد بن سعيد ، وهو ابن الأصبهاني وقد أخبرنا بالحكاية على الصواب أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بتبريز قال : أخبرنا أبو الفضائل محمد بن عمر بن الحسن بن يونس قال : حدثنا أبو
__________________
(١) والي الوليد على المدينة ـ تاريخ خليفة بن خياط : ١ / ٤١٦.
(٢) القرف : التهمة. القاموس.