وألوم إن بخل الصحاب وإنني |
|
من بينهم نفس الضنين الباخل |
يا للرجال وللطباع تحكمت |
|
فتملكت قود اللبيب العاقل |
فدع التعلل واقتبلها عزمة |
|
فالسيف يقطع عند قصد الحامل |
وتعمّد الصنع الجميع مواصلا |
|
عمل العليم به وعلم العامل |
لا عذر إن أنصفت نفسك جاهدا |
|
وطلبت واضحة الطريق السابل |
وقرأت بخطه لأبي علي أيضا :
أما غرامي فهو حيث ترينه من |
|
سقم جسمي واختلاف عوائدي |
أصبو لعارضة النسيم وأنثني |
|
ظمآن أشرق بالزلال البارد |
وعجبت من ليلي وزعمي طوله |
|
عجب الخلي من المعنّى الواجد |
(١٥٦ ـ و)
ما طال ليلي فيك لكن خالفت |
|
حال المسهّد فيه حال الراقد |
وقع إليّ بخط بعض الحلبيين كراسة من شعر أبي علي بن المعلم ، فاخترت منها قوله ، وكتب به الى الشيخ أبي محمد عبد الله بن سنان الخفاجي يعاتبه :
يا صاحبي وما عرفت مصاحبا |
|
إلا قضية دهره تتقلب |
أما نظرت نظرت صوب غمامة |
|
وإذا انتجعت حيا فبرق خلّب |
كالروضة الغناء عاقرها الندى |
|
وإذا ظللت به فقفر سبسب |
لا للجميل ولا لدفع ملمة |
|
يوما ولا لسماع شكوى تقرب |
لا تذكرن لي الصديق فإنه |
|
قول يقال ومذهب مستغرب |
عزت مطالبه فأعوز نيله |
|
إلا منى من ضلة تتطلب |
وإذا جهلت الناس لم أك |
|
جاهلا نفسي ولا من حالها استعصب |
عجماء عن فهم الجميل وإنها |
|
عجماء تعرب في القبيح وتغرب |
ومريضة الآراء طوع ضلالها |
|
لا ترعوي جهلا ولا تستعتب |
واخ على حكم الصفاء اتخذته |
|
للأمر عرف (١) لليالي يعزب (٢) |
__________________
(١) العرف : الجود وضد النكر. القاموس.
(٢) عزب : بعد وغاب. القاموس.