أنفق مالا اكتسبه من غير معصية ، وجالس أهل الفقه والحكمة ، وخالط أهل الذل والمسكنه ، طوبى لمن ذل في نفسه وحسنت خليقته وطابت سريرته وعزل عن الناس شره ، طوبى لمن أنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ، ووسعته السنة ولم تستهوه البدعة (١).
الحسن بن أحمد بن صالح بن اسماعيل بن عمر بن حماد بن حمزة السبيعي :
أبو محمد الكوفي ، ثم الحلبي الحافظ ، رحل وسمع الكثير ، وأصله من الكوفة وانتقل أهله الى حلب ، وأقاموا بها ، ومنهم جماعة من أهل الحديث (١٤١ ـ و) مثل أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح ، وأبيه الحسين ، والى بعضهم ينسب درب السبيعي بحلب.
وأبو محمد هذا كان حافظا متقنا ، حدث عن أبي عثمان سعيد بن عثمان الوراق وعلي بن أحمد الجرجاني ، وعبد الله بن اسحاق بن أبي مسلم الصفري ، ومحمد بن الفضل بن العباس نزيل حلب ، وعلي بن عبد الحميد الغضائري ، وأبي بكر أحمد ابن هرون البرديجي ، ومحمد بن حبان البصري ، وأبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، وعبد الله بن محمد بن ناجيه أبي عبد الله ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وعمر بن أيوب السقطي ، وعبد الله بن ثابت بن يعقوب ، ومحمد بن محمد بن نصر الكاغدي ، ويموت بن المزرع العبدي ، وأبي معشر الدارمي ، وقاسم بن زكريا المطرز ، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء ، وأبي الحسن علي بن اسماعيل الشعيري وجعفر بن محمد بن موسى الحافظ ، وأبي بكر الباغندي ، وجماعة سواهم من الحلبيين وغيرهم.
روى عنه : الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني ، وأبو عبد الله محمد ابن عبد الله وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظان الأصبهانيان ، وأبو بكر البرقاني ، وعبد الله بن محمد بن محمد بن عبد الحميد القطان ، وأبو طالب محمد بن الحسين ابن أحمد بن عبد الله بن بكير التاجر.
وكان مولده قبل الثلاثمائة.
__________________
(١) انظرها في كنز العمال : ١٥ / ٤٣٥٩٦ ، ١٦ / ٤٤١٧٥.