جواهر ونحوه فأنفقه في سبيل الله ، فقال عمر : تمنوا ، فقالوا : ما نتمنى بعد هذا؟ فقال عمر : لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ، وحذيفة بن اليمان فأستعملهم في طاعة الله.
قال : ثم بعث بمال الى أبي عبيدة وقال : انظر ما يصنع فلما أتاه قسمه. قال : ثم بعث بمال الى حذيفة ، قال : انظر ما يصنع فلما أتاه قسمه ، قال عمر : قد قلت لكم أو كما قال.
وقال الحافظ أبو القاسم : أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن قال : أخبرنا محمد بن علي السيرافي قال : أخبرنا أحمد بن اسحاق قال : حدثنا أحمد بن عمران قال : حدثنا موسى بن زكريا قال : حدثنا خليفة قال : قال أبو عبيدة : ومضى حذيفة ابن اليمان ـ يعني سنة اثنتين وعشرين ـ بعد نهاوند الى مدينة نهاوند (١) ، فصالحه دينار على ثمانمائة ألف درهم في كل سنة ، وغزا حذيفة مدينة الدينور (٢) فافتتحها عنوة ، وقد كانت فتحت لسعد ثم انتقضت ، ثم غزا حذيفة ما سبذان (٣) فافتتحها عنوة ، وقد كانت فتحت لسعد (٨٩ ـ و) فانتقضت.
قال خليفة : وقد قيل في ماه غير هذا ، يقال أبو موسى فتح ماه دينار (٤) ، ويقال السائب بن الاقرع ، وقال أبو عبيدة : ثم غزا حذيفة همذان فافتتحها عنوة ، ولم تكن فتحت قبل ذلك ، ثم غزا الري فافتتحها عنوة ، ولم تكن فتحت قبل ذلك وإليها انتهت فتوح حذيفة. قال أبو عبيدة : فتوح حذيفة هذه كلها في سنة اثنتين وعشرين ، ويقال : همذان افتتحها المغيرة بن شعبة سنة أربع وعشرين ، ويقال جرير ابن عبد الله افتتحها بأمر المغيرة (٥).
قرأت في تاريخ سعيد بن كثير بن عفير قال : ثم كانت سنة إحدى وعشرين فيها وقعة نهاوند ، قالوا : وكانت أهل فارس والروم وأصبهان ، وهمذان وقوس
__________________
(١) مدينة عظيمة في قبلة همذان ، بينهما ثلاثة أيام ـ معجم البلدان.
(٢) مدينة من أعمال الجبل قرب قرمسين بينها وبين هذان نيف وعشرون فرسخا ـ معجم البلدان.
(٣) أصل الاسم ماه سبذان ليست بعيدة عن نهاوند. معجم البلدان.
(٤) هي مدينة نهاوند. معجم البلدان.
(٥) تاريخ خليفة : ١ / ١٤٨.