شيء؟ قال : لا يا رسول الله أنفقنا بقدر إلا أن ابنة لي أخذت حذيا (١) من الصدقة (٨٨ ـ و) قال : كيف بك يا حذيفة إذا ألقي في النار وقيل لك ائتنا بها؟ قال : فبكى حذيفة ثم بعث إليها فجيء بها فألقاها في الصدقة (٢).
أنبأنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال : أخبرنا اسماعيل بن محمد الصفار قال : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال : كان عمر بن الخطاب إذا بعث أميرا كتب إليهم : إني قد بعثت إليكم فلانا وأمرته بكذا وكذا ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فلما بعث حذيفة الى المدائن كتب إليهم : إني قد بعثت إليكم فلانا فأطيعوه ، فقالوا : هذا رجل له شأن ، فركبوا ليلقوه فلقوه على بغل تحته إكاف ، وهو معترض عليه رجلاه من جانب واحد ، فلم يعرفوه فأجازوه فلقيهم الناس ، فقالوا : أين الأمير؟ قالوا : هذا الذي لقيتم ، قال : فركضوا في أثره فأدركوه ، وفي يده رغيف ، وفي الأخرى عرق (٣) ، وهو يأكل ، فسلموا عليه ، فنظر الى عظيم منهم ، فناوله العرق والرغيف ، قال : فلما غفل ألقاه ، أو قال : أعطاه خادمه.
أخبرنا أبو نصر القاضي ـ إذنا ـ قال : أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب قال : أخبرنا محمد بن الحسن النهاوندي قال : حدثنا أحمد بن الحسين النهاوندي قال : حدثنا عبد الله بن محمد القاضي قال : حدثنا محمد بن اسماعيل قال : حدثنا عبد الله (٨٨ ـ ظ) بن يزيد المقرئ عن حيوة عن أبي صخر عن زيد بن أسلم عن أبيه : أن عمر بن الخطاب قال لأصحابه : تمنوا ، فقال أحدهم : أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم ، فأنفقه في سبيل الله عز وجل ، فقال عمر : تمنوا فقال أحدهم : أتمنى أن يكون ملء هذا البيت ذهبا فأنفقه في سبيل الله ، فقال : تمنوا ، فقال آخر : أتمنى أن يكون ملء هذا البيت
__________________
(١) أي قطعة. النهاية لابن الاثير.
(٢) انظره في كنز العمال : ٦ / ١٦٩٦٤.
(٣) العرق : زبيل منسوج من نسائج الخوص ، وكل شيء مضفور فهو عرق.
النهاية لابن الاثير.