كنانة أين قيس ، حتى اذا كان وجه السحر قام أبو سفيان يدعو باللات والعزى ويشرك ، ثم قال : نظر رجل من جليسه ، قال : ومعي رجل يصطلي ، قال : فوثبت عليه مخافة أن يأخذني فقلت : من أنت؟ قال : أنا فلان ، قلت : أولى ، فلما رأى أبو سفيان الصبح ، قال أبو سفيان : نادوا : أين قريش ، أين رؤوس الناس ، أين قادة الناس ، تقدموا ، قالوا : هذه المقالة التي أتينا بها البارحة ، ثم قال : أين كنانة ، أين رماة الحدق تقدموا ، فقالوا : هذه المقالة التي أتينا بها البارحة ، ثم قال : أين قيس ، أين فرسان الناس ، أين أحلاس الخيل ، تقدموا ، فقالوا : هذه المقالة التي أتينا بها البارحة ، قال : فخافوا فتخاذلوا ، وبعث الله عليهم الريح فما تركت لهم بناء إلّا هدمته ، ولا اناء الا أكفته ، وتنادوا بالرحيل.
قال حذيفة : حتى رأيت أبا سفيان وثب على جمل له معقول ، فجعل يستحثه للقيام ، ولا يستطيع القيام لعقاله. قال حذيفة : فو الله لو لا ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولا تحدث في سلاحك (٨٠ ـ و) شيئا ، لرميته من قريب. قال : وسار القوم ، وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فضحك حتى رأيت أنيابه (١).
أنبأنا عبد الصمد بن محمد القاضى عن أبي المظفر بن القشيري قال : أخبرنا أبو الفضل جعفر بن الحسين بن محمد المقري الماوردي ، وأبو سعيد عبد الرحمن ابن منصور بن رامش قالا : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه قال : أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي قال : حدثنا عباس بن محمد الدوري قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا زهير بن معاوية عن جابر عن سعد بن عبيدة عن صلة بن زفر عن حذيفة بن اليمان قال : صليت ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقام يغتسل وسترته ، ففضلت منه فضلة في الاناء فقال : ان شئت فأرقه وان شئت فصب عليه ، قال : قلت : يا رسول الله هذه الفضلة أحب إليّ مما أصب عليه ، فاغتسلت به وسترني ، قال : قلت : لا تسترني قال : بلى لأسترنك كما سترتني.
__________________
(١) انظر مغازي الواقدي ـ ط. أكسفورد ١٩٦٦ : ٢ / ٤٨٨ ـ ٤٩٠.