ختام البحث
قال الله تعالى : ( وإذا النفوس زوّجت ) ( التكوير : ٧ ).
أيها الإخوة ـ أيتها الأخوات : اعملوا لهذا الزواج فإن له شأنا عظيما ومظهرا خطيرا. أجل : اعملوا ليوم تتزوج فيه أرواحكم بأبدانكم بعد تناثر أجزائها في التراب وخارجه فإن الله سبحانه وتعالى سيحييكم بعد موتكم وهو على كل شيء قدير (١). فيزوج المؤمن بالحور العين للاتي لا يهرمن ولا يمرضن في جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا بالإضافة إلى ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين. ويزوج المؤمنات بأزواجهنّ الذين تزوجوا بهن في الحياة الدنيا فينشئ كلا الزوجين بأحسن الجمال الجسدي والكمال النفسي فلا نزاع ولا صراع ولا أضغان ولا أحقاد كما كانت سابقا. قال تعالى : ( لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاماً سلاماً ) ( الواقعة : ٢٥ ).
وأما النساء العزبات في الدنيا فيزوجهن رب العالمين كذلك بأزواج من رجال الدنيا. ولا يبعد أن يخلق في الجنة أزواجا آخرين في أحسن الجمال والكمال فيتم زواج النساء بهم. وأما الكافرون فيزوجهم الله تعالى ويقرنهم بالشياطين في نار جهنم وبئس المصير. ذلك ما ذكر في تفسير الآية الكريمة السابقة ( وإذا النفوس زوّجت ) ( والله أعلم ). وبالتالي : قول الله تعالى :
(أ) ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) ( التوبة : ١٠٥ ).
(ب) ( يوم تجد كل نفس ما عملت مُحضراً وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد ) ( آل عمران : ٣٠ ). وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
__________________
(١) أرجو مراجعة الصفحة : ( ١٢ ـ ١٣ ـ ١٤ ). المراجعة هامة جدا.