أو (٢٩٦ ـ ظ) الطلح آيسا من الحياة حتى خفت كلامهم من العطش ، فبيناهم كذلك أقبل راكب وهو ينشد بيتين لامرىء القيس :
ولما رأت أن الشريعة همها |
|
وأن البياض من فرائصها دامي |
تيممت العين التي عند ضارج |
|
يفيء عليها الظل عرمضها طامي |
فقال الراكب : من يقول هذا؟ قالوا : امرؤ القيس ، فقالوا : فأين ضارج؟ قال : هو ذا خلفكم ، فانحرفوا إليه ، فإذا ماء غدق ، وإذا عليه العرمض والظل يفيء عليه فشربوا منه وحملوا حتى بلغوا الماء ، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه وقالوا : أحيانا ببيتين من شعر امرئ القيس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها منسي في الآخرة خامل فيها ، يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء الى النار.
أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال : أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي عن أبي علي بن شاذان قال : أخبرنا أبو جعفر احمد بن يعقوب بن يوسف الأصبهاني برزويه قال : حدثني محمد بن الحسن الأعرج عن البرقي عن ابن الكلبي : أن قوما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن أشعر الناس ، فقال ائتوا ابن الفريعة ـ يعني حسان ـ فأتوه ، فقال : ذو القروح ـ يعني امرئ القيس ـ فرجعوا فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : صدق رفيع في الدنيا خامل في الآخرة ، شريف (٢٩٧ ـ و) في الدنيا وضيع في الآخرة ، هو قائد الشعراء الى النار. أو كما قال.
أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن منصور المالكي ، وأبو عبد الله محمد بن أبي نعيم النسوي الصوفي قالا : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر قال : أخبرنا عمي أبو علي محمد بن القاسم بن معروف قال : فحدثني علي بن بكر قال : حدثنا أحمد بن الخليل قال : أخبرنا أبو زيد بن عبيدة قال : حدثني علي بن الصباح قال : حدثنا هشام بن محمد عن فروة