فذهبوا ، وقسم أبو بكر السبي ، فباعه في الناس ، وترك الخمس ، واقتسم الخمس أربعة أخماس.
وقال : حدثنا سيف بن عمر عن موسى بن عقبة عن أبيه ، وسعيد بن عبد الله الجمحي (٢٤١ ـ و) عن عبد الله بن أبي مليكة ، والوليد بن عبد الله عن أبي الطفيل قالوا : تزوج الأشعث مقدمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أبي قحافة أم فروة ، وهو ثالث أزواجها ، والأوسط منهم تميم (١) ، وأزمع بالهجرة والمقام ، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبره الذي أراد أيسه من الهجرة الى المدينة بعد الفتح ، فرجع وأراد الانطلاق بأم فروة ، فأبى عليه أبو قحافة ، وقال : لا تغترب إلا في مغترب الينا ، فرجع الى اليمن ، وفعل الذي فعل ، فلما أتي به أبو بكر تجافى له عن دمه ، ورد عليه أهله بالنكاح الاول كما فعل بغيره.
قلت فبان بما نقله سيف أن الاشعث كان تزوج أم فروة من أبي قحافة ، ولم يدخل بها ، فلما ارتد بانت منه فأعادها أبو بكر إليه بنكاح جديد ، ولهذا قال لأبي بكر : زوجني أختك ، فزوجه ـ يعني ـ بنكاح جديد ، وقوله في رواية سيف : ورد عليه أهله بالنكاح الاول ، يريد بالمهر الذي كان أولا.
أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال : أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد ، قالا : أخبرنا أبو نعيم ، ح.
قال : وأخبرنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا : أخبرنا أبو بكر بن ريذة قالا : أخبرنا سليمان بن أحمد قال : حدثنا عبد الرحمن بن سلم قال : حدثنا عبد المؤمن بن علي قال : حدثنا عبد السلام بن حرب عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : لما قدم بالاشعث بن قيس أسيرا على أبي بكر الصديق ، أطلق وثاقه ، وزوجه أخته واخترط سيفه ، ودخل سوق الإبل (٢٤١ ـ ظ) فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلا عرقبه ، وصاح الناس ، كفر الاشعث ، فلما فرغ طرح سيفه وقال : إني
__________________
(١) أول أزواجها أبو أميمة من بني الصقب. انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ـ ط. القاهرة ١٩٦٢ : ٣٨٥.