حدث عن أبي القاسم بن فضلان الطرسوسي ، وسمع أسامة بن مرشد المنقذي ، وكان يدعي أنه سمع مسند الترمذي من الكروخي ، وسمعته يقول أنه سمع من أبي محمد الحريري المقامة الكرجية من انشائه.
روى عنه : أبو عبد الله الحسين بن أبي المكارم أحمد بن الحسين بن بهرام القزويني ، والد شيخنا أبي المجد محمد ، والعماد أبو عبد الله عبد الله محمد بن محمد الكاتب ، وسمعته يعظ في مجلس الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب بحلب ، وسمعت شيئا من شعره من لفظه غير مرة ، وكان شيخا مسنا ، فاضلا ، فصيحا ، عارفا بالتواريخ وأيام العرب ، حسن المذاكرة ، جيد الشعر ، عالما بالأنساب ، قدم حلب في جمادى الاخرة سنة ستمائة ، فأكرمه الملك الظاهر ، ونفق عليه ، واجرى له معلوما يكفيه ، واستكتب ولده الأكبر المعروف بشرف العلى في ديوان الانشاء ، وكان أصله من الكوفة ، وانتقل بعض سلفه الى الرملة.
وكان يذكر أن مولده في شهر ربيع الثاني سنة سبع وتسعين وأربعمائة ، وأظنني سمعته يذكر ذلك. وأخبرني ولده شرف العلى هاشم بن الأشرف أن مولد أبيه في هذا التاريخ ، وكان كثير من الناس يكذبونه في زعمه ذلك ، فانه كان يدعي أن عمره مائة وثلاثة عشر (١) سنة ، وكان غير مأمون على ما ينقله ، كثير الكذب فيما يخبر به ، وشاهدت نسخته من مسند الترمذي (٢٢٠ ـ و) وقد بيعت بعد موته ، وهي بخط بعض المغاربة ، وفي آخرها تسميع يتضمن سماعه للكتاب على الكروخي ، ذكر كاتبه أنه بخط الكروخي ، وهو مزور بغير شك ، فانه ذكر تاريخ التسميع ، وتصفحت الأجزاء من النسخة ، فرأيت تاريخ كتابة النسخة قد كشط في مواضع عدة وأصلح ، وظهر لي في النسخة أنها كتبت بعد تاريخ طبقة السماع ـ التي شاهدتها ، وعزاها أنها بخط الكروخي ـ بمدة وغطى فضائله التي جمعها بما كان يستعمله من الكذب.
أخبرنا الشيخ أبو المجد محمد بن الحسين بن أحمد القزويني ـ إذنا ، وناولني الجزء بخطه ، ونقلت الحديث منه ، وسمعت منه بعضه ـ قال : أخبرنا والدي
__________________
(١) كذا بالأصل ، وهو خطأ صوابه «ثلاث عشرة».