لقد جمعت فيك الظنون ولم يكن |
|
بغيرك ظن يستريح له قلب |
جمعت ذوي الأهواء حتى كأنهم |
|
على منهج بعد افتراقهم ركب (٢١٥ ـ ظ) |
بثثت على الأعداء أبناء دربة |
|
فلم يقهم منهم حصون ولا درب |
وما ترميهم بهم متفردا |
|
أينساك حزم الرأي والصارم العضب |
جهدت ولم أبلغ علاك بمدحة |
|
وليس على من كان مجتهدا عتب |
فضحك الرشيد ، وقال : خفت أن يفوت وقت الصلاة فينقطع المديح عليك ، فابتدأت به وتركت التشبيب ، وأمرني أن أنشده التشبيب ، فأنشدته اياه ، فأمر لكل واحد من الشعراء بعشرة آلاف درهم ، وأمر لي بضعفها (١).
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله ـ اذنا ـ قال : أخبرنا أبو الفرج بن كليب قال : أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان قال : أخبرنا أبو علي بن شاذان قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن ثعلب قال : حدثنا عمر بن شبة قال : حدثنا أحمد بن سيار الجرجاني ، وكان شاعرا ، راوية ، مدّاحا ليزيد بن مزيد قال : دخلت أنا وأبو محمد التيمي ، وأشجع بن عمرو ، وابن رزين الخزاعي على الرشيد بالقصر الأبيض بالرقة ، وكان قد ضرب أعناق قوم في تلك الساعة ، فتخللنا الدم حتى وصلنا اليه ، فتقدم التميمي فأنشده أرجوزة يذكر فيها نقفور ووقعه الرشيد بالروم فنثر عليه الدر من جودة شعره ، وأنشده أشجع :
قصر عليه تحية وسلام |
|
ألقت عليه جمالها الأيام |
قصر سقوف المزن دون سقوفه |
|
فيه لأعلام الهدى أعلام (٢١٦ ـ و) |
يثني على أيامك الإسلام |
|
والشاهدان : الحل والإحرام |
وعلى عدوك يا بن عم محمد |
|
رصدان : ضوء الصبح والإظلام |
فإذا تنبه رعته وإذا هدا (٢) |
|
سلت عليه سيوفك الأحلام |
__________________
(١) كتاب الاوراق للصولي ـ أخبار الشعراء المحدثين : ٧٥ ـ ٧٦.
(٢) في الاغاني ـ ط. دار الكتب أ١٨ / ٢١٥ «غفا».