وامتطى من طرفه ذا حسب |
|
مايع (١) الجلده سباح العضد |
سابق الافلاك في سرعتها |
|
برهان فحوى سبق الأمد |
فأتى في حلة من شفق |
|
طفت الشهب عليها كالزّند |
علق الفرقد في جبهته |
|
والثريا في عذار فوق خد (١٩٤ ـ و) |
وأرانا سرجه شمس الضحى |
|
فحسبنا أنه برج الأسد |
كتب إلينا الحافظ أبو عبد الله الدبيثي الواسطي قال : اسماعيل بن مفروج ابن عبد الملك بن ابراهيم الكناني ، أبو العرب الباديسي المغربي ، منسوب الى بلدة بالمغرب تسمى باديس (٢) ، شاب فاضل كاتب له معرفة حسنة بعلم الكلام والادب ، وله شعر جيد ، فدم بغداد ، وأقام بها ، وتكلم مع جماعة من أهلها في علم الكلام ، وجالس العلماء ، وناظر ، وانحدر منها الى واسط ، ولقيته بها ، وسمعت منه قصائد من شعره وأناشيد لغيره ، وصار منها الى البصرة ، وتستر ، وعاد الى بغداد ، ثم توجه الى بلده فأدركه أجله قبل وصوله اليه ، ويقال قتل في طريقه والله أعلم.
كذا قال ابن الدبيثي «منسوب الى بلدة بالمغرب تسمى باديس» ، وهو وهم فاحش ، وباديس اسم رجل ينتسب اليه جماعة من الملثمة ، وفيهم ملوك منهم : تميم ابن باديس (٣) ، وهذا سبتي وباديس التي هي المدينة ليس هذا منها ، والله أعلم.
قال لي الخطيب أبو عبد الرحمن بن هاشم : سار ابو العرب بن معيشة الى بلد الروم ، ثم عاد منه ، وصعد الى مصر في سنة خمس وثمانين وخمسمائة ، فوجد فيها الحكيم أبا موسى اليهودي ، وكان قد أهدر دمه في بلاد المغرب لفساد ظهر منه ،
__________________
(١) المايعة : ناصية الفرس اذا طالت وسالت. القاموس.
(٢) بلدة بينها وبين تهوده (سيدي عقبة) بالمغرب مرحلة. الروض المعطار للحميري.
(٣) هو تميم بن المعز بن باديس حكم بعد وفاته ، وآل باديس من صنهاجة حكموا في تونس اثر رحيل المعز لدين الله الفاطمي الى مصر ، ولم يمتد نفوذهم الى المغرب الاقصى. انظر كتاب «خلاصة تاريخ تونس» لحسن حسني عبد الوهاب ـ ط.
تونس ١٩٦٨ : ١٠٥ ـ ١١٥. هذا ولم أقف في كتاب الدبيثي المطبوع على ذكر لمترجمنا هذا.