ولا اللّالا ، ولا شاذ بخت ، فقال لي : يا حكيم كنت أظنك عاقلا ، نبينا صلى الله عليه وسلم يقول : «إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها ، وتقول لي أنت هذا ، وما يؤمنني أن أشربه وأموت وألقى الله تعالى ، وهو في جوفي ، والله لو جاءني جبريل وقال لي : شفاؤك فيه لما شربته» ، وتوفي وله نحو من ثمانية عشر سنة.
سمعت شيخنا موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش قال : أخبرني (١٩٠ ـ ظ) الأمير حسام الدين محمود بن الختلو ، شحنة حلب ، قال : لما عزل محيي الدين بن الشهرزوري عن قضاء حلب وتوجه الى الموصل جاء إليّ الفقيه عالي الغزنوي ، وكان يدرس بمدرسة الحدادين (١) الي داري ، وكانت تحت القلعة ، فقال لي : قد توجه محيي الدين ابن الشهرزوري الى الموصل ويحتاجون قاضيا ، فتأخذ لي قضاء حلب ، قال : فصعدت الى الملك الصالح وقلت له : هذا عالي الغزنوي فقيه جيد ، والمصلحة أن يوليه المولى قضاء حلب ، فالتفت الي وقال : بالله وبحياتي هو سألك في هذا؟ فقلت له : أي والله هو جاء وسألني في ذلك ، فقال : والله ما وقع في خاطري أن أولي قضاء حلب أحدا غيره ، ولكن حيث سأل هو الولاية والله لا وليته إياه.
قرأت بخط أبي غالب عبد الواحد بن الحصين في تاريخه في هذه السنة ـ يعني سنة سبع وسبعين وخمسمائة ـ مات الملك الصالح اسماعيل بن نور الدين محمود بن زنكي صاحب حلب ، وبلغني أن وفاته كانت في شهر رجب عن تسع عشرة سنة ، وكانت وفاته بقلعة حلب.
وقرأت بخط عبد الرزاق بن أحمد الاطرابلسي الشاعر ، أن وفاة الملك الصالح كانت في العشر الآخر من رجب من سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
اسماعيل بن مسعدة التنوخي :
ختن أبي توبة ، أصله من حلب ، وسكن طرسوس ، حدث عن .. (٢) روى عنه أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني (٣) (١٩١ ـ و).
__________________
(١) مجلة الفرافرة. انظر الآثار الاسلامية والتاريخية في حلب : ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ، ٢٦٧.
(٢) فراغ بالأصل ، وجاء في تهذيب الكمال للمزي ، ط بيروت ١٩٨٣ : ٣ / ١٩٤ (روى عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي عن مصعب بن ماهان).
(٣) «في كتاب المراسيل» المزي ـ المصدر نفسه.