قال : سمعت أبي أبا جعفر محمد يقول : سمعت أبي أبا الحسن علي يقول : سمعت أبي أبا سعيد محمد بن النعمان يقول : أنشدني أبو العتاهية لنفسه :
الخير والشر مزداد ومنتقص |
|
فالخير منتقص والشر مزداد |
فما أسائل عن قوم صحبتهم |
|
ذوي محاسن إلّا قيل بادوا |
ولا أسائل عن قوم عرفتهم |
|
ذوي مساوي إلّا قيل قد زادوا |
فالخير ليس بمولود له ولد |
|
لكن له من بنات الشر أولاد (١) |
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الإربلي بحلب قال : أخبرتنا الكاتبة شهدة بنت أحمد بن الفرج الآبري قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن أحمد بن طلحة النعالي قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد بن يوسف الحنائي قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك قال : حدثنا أبو القاسم اسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي قال : حدثني سليمان بن أبي شيخ أبو أيوب قال : أنشدني أبو العتاهية :
ننافس في الدنيا ونحن نعيبها |
|
لقد حذرتنا لعمري خطوبها |
وما نحسب الساعات تقطع مدة |
|
على أنها فينا سريع دبيبها |
كأني برهطي يحملون جنازتي |
|
إلى حفرة يحثى علي كثيبها |
فكم ثم من مسترجع متوجع |
|
وباكية يعلو عليّ نحيبها |
(١٦٨ ـ و)
وداعية حرى تنادي وإنني |
|
لفي غفلة عن صوتها لا أجيبها |
وإني لممن يكره الموت والبلى |
|
ويعجبه ريح (٢) الحياة وطيبها |
أيا هادم اللذات ما منك مهرب |
|
تحاذر منك النفس ما سيصيبها |
رأيت المنايا قسمت بين أنفس |
|
ونفس سيأتي بعدهن نصيبها (٣) |
__________________
(١) ليست في ديوانه.
(٢) كتب ابن العديم في الحاشية : أظنه روح. وقد وافقت رواية الديوان ما جاء بالمتن.
(٣) ديوانه : ٦٠.