ـ قراءة عليه ـ قال : أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي قال : سمعت أبا علي الحسن بن عبيد الله بن سعادة الزريقي بسلماس (١) يقول : سمعت أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ـ وقت وداعه الناس ـ : يا أهل سلماس لي هاهنا عندكم أشهر أعظ في كل يوم ولم أشرع إلّا في تفسير آية واحدة وما يتعلق بها ، ولو بقيت عندكم تمام سنة لما تعرضت لغيرها ، والحمد لله تعالى.
أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي قال : أخبرنا علي بن الحسن الحافظ قال : حدثني أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد السلماسي الواعظ بدمشق قال : أخبرنا أبي أبو طاهر بن أبي بكر قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن نصر بن كاكا المرندي الفقيه قال : حدثني أبو الحسين البغدادي قال : كان الشيخ الإمام أبو الطيب رضي الله عنه إذا حضر محفلا من محافل التهنئة أو التعزية ، أو سائر ما لم يكن يعقد إلّا بحضوره فكان المفتتح به والمختتم ، الرئيس بإجماع الموالف والمخالف المقدم ، (١٠٠ ـ و) أمر بإلقاء مسألة ، وكانت المتفقهة لا يسألون غيره في مجلس حضره ، فإذا تكلم عليها ووفى حق الكلام فيها وانتهى إلى آخرها ، أمر أبا عثمان فترقل الكرسي ، وتكلم على الناس على طريق التفسير والحقائق ، ثم يدعو ، ويقوم أبو الطيب فيفرق الناس. قال : وهو يومئذ في أوائل سنة. (٢)
قال ابن كاكا : وحدثني أبو سعد يحيى بن الحسن الهروي الفقيه نزيل نيسابور عن الإمام أبي علي الحسن بن العباس قال : اتفق مشايخنا من أئمة الفريقيين وسائر من ينتمي الى علم التفسير والتذكير أن أبا عثمان كامل في آلاته مستحق للإمامة بصفاته ، لم يترقل الكرسي في زمانه على ظرفه وبيانه وثقته وصدق لسانه.
قال ابن كاكا : وحدثني أبو طالب الحراني وكان قد أمضى في خدمة العلم طرفا صالحا من عمره بنيسابور وقرأ على أبي منصور البغدادي وأبي محمد الجويني
__________________
(١) مدينة مشهورة بأذربيجان. معجم البلدان.
(٢) كان هذا أيام حكم محمود الغزنوي الخراساني قبل قيام السلطنة السلجوقية. انظر كتابي تاريخ العرب والاسلام : ٣٥٠ ـ ٣٥٢.