وولد ببطياس ومات بحلب ، وكان جليلا متقدما جامعا لكل سؤدد ، بارعا في العلم والأدب والفلسفة والنجوم ، وكان الرشيد يقدمه ويفضله ويستكفيه ، ولاه مصر فأقام عاملا عليها سنين ثم عزله عنها وولاه جند قنسرين والعواصم ، ثم ولاه دمشق وأعمالها ، وأقطعه ما كان له في سوق مدينة حلب ، وهي الحوانيت التي بين باب أنطاكية الى العروفة بالدلبة ، وقدرها قدر جليل جسيم.
أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي ـ فيما أذن لي في الرواية عنه ـ قال : أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، وأبو البركات الانماطي قالا : أخبرنا أبو الحسين النقور قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، ح.
قال أبو القاسم بن أبي محمد : وأخبرنا أبو القاسم ، وأبو البركات أيضا ، وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن محمد بن البخاري ، وأبو الدر ياقوت بن عبد الله عتيق ابن البخاري قالوا : أخبرنا أبو محمد الصريفيني ، ح.
قال : وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي قال : أخبرنا أبو علي محمد بن اسماعيل بن محمد العراقي قالا : حدثنا أبو طاهر المخلص ـ إملاء ـ قال : حدثنا أبو أحمد عبد الواحد بن المهتدي بالله ـ إملاء ـ قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن القاسم بن طاهر بن اسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس قال : حدثني أبي القاسم قال : حدثني أبي طاهر قال : حدثني أبي اسماعيل (٨١ ـ ظ) قال : حدثني أبي صالح قال : حدثني أبي علي قال : حدثني أبي عبد الله ـ زاد ابن النقور «ابن عباس» ـ قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ـ زاد ابن النقور «على بغلته» وقالا ـ وأنا ابن ثمان سنين وهو يريد عمته بنت عبد المطلب ، قال : فوقف ـ زاد ابن النقور «بي» وقالوا ـ في طريقه على شجرة قد يبس ورقها وهو يتساقط فقال : «يا عبد الله» قلت : لبيك يا رسول الله قال : «ألا أنبئك بما يساقط الذنوب عن بني» ـ قال : وقال ابن النقور : عن ولد ـ آدم كتساقط الورق عن هذه الشجرة»؟ قال : قلت : بلى يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، قال : «سبحان الله». وفي حديث الصريفيني وابن النقور قال : «قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فانهن الباقيات الصالحات المنجيات المعقبات» (١).
__________________
(١) لم أجده بهذا اللفظ.