كعاشق فاز بمن يحب |
|
وهو به من قبل ذاك صب |
وقل له واس أخي مفرج |
|
لست أحب اليوم صيد الزمج |
لا الباز يصطاد ولا الصقور |
|
إذا رأته فوقها يدور |
وقلت للغلمان في وسط السحر : |
|
قوموا اخرجوا فاليوم يوم مشتهر |
ولا تريدوا معكم من قد عرف |
|
بالشؤم في الصيد ولكن ينصرف |
قالوا : فمن نرد؟ قلت : ردوا |
|
ذاك وذا وذا وشدوا |
لما رددت القوم طابت نفسي |
|
وسرت في عصابة من جنسي |
كل كريم بطل محام |
|
مغاور منازل مقدام |
أجرى من الليث إذا الليث زأر |
|
والبدر في الحسن اذا البدر بهر |
سقيا لعجار (١) وما ولاها |
|
طاب ثراها وشفى هواها |
حتى إذا صرت ورا البستان |
|
وعين قنسرين (٢) في الجنان |
رأى الغلام أرنبا في المجثم |
|
نائمة بحينها لم تعلم (٤٤ ـ ظ) |
فشكها بالآلة المباركة |
|
ونفسها مما دهاها هالكه |
وانفتح الصيد لنا وطابا |
|
قلت : احفظوا ويحكم الكلابا |
فلم نزل نطلبها في البقعة |
|
حتى أخذنا مائة وسبعه |
وصاح طير الماء عن يميني |
|
كأنما دل على كمين |
قلت : ذر الأصفر والملمعا |
|
حتى إذا ما استعليا دارا معا |
كأن ذا يطلب ذا في الحرب |
|
والطير منها في أشد الكرب |
لما نقرت الطبل طار الرف |
|
واستقبلته بالردى الأكف |
فجدلت أربعة كبار |
|
كأنها من ثقلها أحجار |
ثم تبعناه إلى أحد البرك |
|
وهو من الخوف كطير في شرك |
__________________
(١) كتب ابن العديم في الحاشية : عجار قرية بالقرب من عزاز.
(٢) كتب ابن العديم في الحاشية : يريد نهر قويق.