والأيام ذوات نوائب على الشاهد والغائب ، يا بني كم من راغب قد كان مرغوبا إليه ، وطالب قد كان مطلوبا ما لديه ، وأعلم أن الزمان ذو ألوان ، ومن صحب الزمان يرى الهوان ، وكن يا بني كما قال أخو بني الدّئل :
أعدد من الرحمن فضلا ونعمة |
|
عليك إذا ما جاء للخير طالب |
فكل امرئ لا يرتجى الخير عنده |
|
يكن هينا ثقلا على من يصاحب |
ولا تمنعن ذا حاجة جاء طالبا |
|
فانك لا تدري متى أنت راغب |
أحمد بن محمد الرافقي :
حدث بحلب عن عبد الله بن الحسن بن زيد الحرّاني ، روى عنه أبو الحسن البصري. (٣١ ـ و).
نقلت من مجموع وقع إليّ بماردين بخط بعض أهل الحديث لا أعرف كاتبه قال : وأخبرنا الشيخ الصالح الواعظ أبو حفص عمر بن محمد بن يحيى الزبيدي قال أخبرنا حسس بن غالب قال : أخبرنا أبو الحسن البصري قال : حدثنا أحمد ابن محمد الرافقي بحلب قال : حدثني عبد الله بن الحسن بن زيد الحراني قال : حدثنا يحيى بن اسحاق بن يزيد الخطابي قال : رفع إليّ عمر كتابا ، فقال : هذا كلام عمر بن عبد العزيز ، فكان فيه : لقد لام الله العلماء على علمهم كما لام الجاهلين على جهلهم ، فوضع الثواب والعقاب على فرائضه ومحارمه ، كما وضعها على الإقرار والإنكار ، وحاجّ العلماء على إقرارهم كما حاجّ الجهال على إنكارهم ، والتمني على الله خدعة ، والاعتدال عليه هلكة ، واستصغار محارمه فرية عليه ، وترك التوبة زهد فيما عنده ، والبخل بحقّه شك في وعده ، وتتبع الشهوات إضرار ، وتأميل البناء جهل ، وبقدر الشغل بالدنيا يكون الفقر ، وبقدر إيثار التقوى يكون العلم ، ليس العلم بالرواية ولا الحكم بالظلامة ، ولا معرفة الحكم بالحفظ ، ولا حفظه بتلاوته دون العمل به والانتهاء الى حدوده ، وبتحريف الكتاب هلك الزّائغون ،