إلهي منحت الود مني بحيلة |
|
وأنت على تغيير ذاك قدير |
شفاء الهوى بث الجوى واشتكاؤه |
|
وإن امرأ أخفى الهوى لصبور |
فطرب لذلك طربا شديدا ، ثم قال : حق لك ، ثم أقبل على مخارق فقال : يا فاسق ما أنت والكلام ، وأمر لي بمائة ألف درهم وخلعة ، وأمر لمخارق بعشرة آلاف درهم ، فبلغ ذلك اسحاق بن خلف فأنشأ يقول :
إن جئت ساحته تبغي سماحته |
|
بلّتك راحته بالوبل والدّيم |
ما ضرّ زائره الراجي لنائله |
|
إن كان ذا رحم أو غير ذي رحم |
(٢٤٧ ـ و)
فعاله كرم وقوله نعم |
|
بقوله نعم قد لجّ في نعم (١) |
أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال : أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي بقراءتي عليه قال : أخبرنا ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال قال : أخبرنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحي قال : حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى ابن زكريا الجريري قال : حدثنا محمد بن القاسم الأنباري قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو الفضل الهاشمي ـ من ولد حرث بن عبد المطلب بن هاشم ـ عن اسحاق ابن إبراهيم الموصلي قال : جلست مع الواثق في الزلال نريد النجف ، فلما أخذت المجاذف الزلال ذكرت الوطن فتنفست الصعداء ، فقال لي : يا أبا اسحاق سّ فنتأ الصعداء وأنت معي؟! فقلت : يا أمير المؤمنين أنشدك بيتين فإن عذرتني ، وإلا فهذا الماء فاقذفني فيه ثم أنشدته :
حننت الى أصيبية صغار |
|
وهاج لي الهوى قرب المزار |
وأبرح ما يكون الشوق يوما |
|
إذا دنت الديار من الديار |
قال : فاستحسنا وأمر لي بعشرة آلاف درهم.
__________________
(١) الجليس الصالح الكافي : ٢ / ٢٢٨ ـ ٢٣١.