أخبرنا أبو عبد الله محمد بن داود بن عثمان الدربندي بمسجد الخليل عليه السلام بحبرى (١) ، وأبو علي حسن بن ابراهيم بن هبة الله بن دينار المصري بالقاهرة قالا : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد السّلفي الأصبهاني قال : أخبرنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري قال : حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال :حدثنا محمد بن الأسود قال : حدثنا حماد بن إسحاق الموصلي قال : أنشد شاعر أبي ولم يسمه :
ألم تعلمي يا عذبة الريق أنني |
|
وإن أظهر الحسّاد سوء مقال |
عففت ولكن المحبّ إذا خلا |
|
بمن حبّ جال الظنّ كل مجال (٢) |
فقال له أبي : قد أذعنت للصورة ، وأقررت بالخلوة ، ثم ادعيت العفة ، ونحتاج على ذلك إلى بينة.
قرأت في كتاب الخمارين لأبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال : أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال : حدثني عمي عبد الله بن مالك عن إسحاق ، ح.
قال : وأخبرنا به وكيع محمد بن خلف عن أبي أيوب المديني عن (٢٤٤ ـ ظ) محمد بن عبد الله بن مالك عن اسحاق قال : كنت مع الرشيد حين خرج الى الرقة ، فدخل يوما يشرب مع النساء وانصرفنا ، فخرجت ومضيت الى تل عزاز فنزلت عند خمارة هناك لها زوج قس لها منه بنت واسمها حنّة لم أر مثلها قط جمالا ولا مثل بنتها ، وأخرجت إليّ شرابا لم أر مثله حسنا وطيب رائحة وطعم ، وأجلستني في بيت مرشوش فيه ريحان غض وأخرجت ابنتها تخدمني كأنها خوط بان (٣) أو جدل عنان لم أر أحسن منها قدا ، ولا أسهل خدا ، ولا أعتق وجها ، ولا أبرع ظرفا ، ولا أحسن كلاما ، ولا أتم تماما ، فأقمت عندها ثلاثا والرشيد يطلبني فلا يقدر علي ، ثم انصرفت
__________________
(١) مدينة الخليل وتكتب أحيانا حبرون.
(٢) في الحاشية بخط ابن العديم. في الاصل «بمن يحب فجال».
(٣) أي غصن بان فالخوط : الغصن الناعم أو كل قضيب. القاموس.