أهله! فضحك وقام فانصرف ، فقال لي يحيى بن أكثم : لقد وفيت الحجة حقها وفيها ظلم قليل لإسحق ، وانه لمن يقل في الزمان نظيره.
وقال أبو بكر الخطيب : حدثني علي بن المحسن قال : وجدت في كتاب جدي علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي ، حدثنا الحرمي بن أبي العلاء قال : حدثنا أبو خالد يزيد بن محمد المهلبي قال : سمعت اسحاق الموصلي يقول : لما خرجنا مع الرشيد الى الرقة قال لي الأصمعي : كم حملت معك من كتبك؟ قلت : تخففت فحملت ثمانية أحمال ستة (٢٤٠ ـ و) عشر صندوقا ، قال : فعجب ، فقلت : كم معك يا أبا سعيد؟ قال : ما معي إلا صندوق واحد ، قلت : ليس إلا؟ قال وتستقل صندوقا من حق؟!
قال أبو خالد : وسمعت اسحاق بن ابراهيم الموصلي يقول : رأيت في منامي كأن جريرا ناولني كبة من شعر فأدخلتها في فمي ، فقال بعض المعبرين : هذا رجل يقول من الشعر ما شاء.
قال وجاء مروان بن أبي حفصة يوما الى أبي فاسننشدني من شعري فأنشدته :
إذا كانت الأحرار أصلي ومنصبي |
|
ودافع ضيمي خازم وابن خازم |
عطست بأنف شامخ وتناولت |
|
يداي السماء قاعدا غير قائم |
قال : فجعل مروان يستحسن ذلك ويقول لأبي : إنك لا تدري ما يقول هذا الغلام! (٢٤٠ ـ ظ).
***