دبيس بن صدقة مع المسترشد بالله ، قال : ونزلت الجانب الغربي عند باب البصرة وما عبرت إلى شرقيها ، سألته ـ أعني أبا المظفر ـ عن مولده ، فقال : ولدت في سنة سبع أو ثمان وثمانين وأربعمائة ـ أنا الشاك.
أخبرنا زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن فيما أذن لنا في روايته عنه قال : أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ، قال : أسامة بن مرشد بن علي بن المقلّد بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو المظفر الكناني الملقب بمؤيد الدولة ، له يد بيضاء في الأدب والكتابة والشعر ، ذكر لي أنه ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ، وخدم بها (٢٠٦ ـ ظ) السلطان ، وقرب منه وكان شجاعا فارسا ، ثم خرج إلى مصر ، فأقام بها مدة ، ثم رجع إلى الشام ، وسكن حماة ، واجتمعت به بدمشق ، وأنشدني قصائد من شعره سنة ثمان وخمسين وخمسمائة (١).
قرأت بخط مؤيد الدولة أسامة في كتابه الموسوم «بأزهار الأنهار» (٢) ، وقد أجاز روايته مع غيره لجماعة أجازوا لنا ذلك عنه منهم : الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قال : ومما يخصّني من غرائب اللبن أنني حين ولدت التمس لي من يرضعني ، فقدر الله سبحانه الرزق من امرأة كبيرة قد نيفت عن الستين سنة ، ليس لها ولد صغير ، فدرت علي وأرضعتني إلى حين فطمت ، وعاشت بعد فطامي نحوا من خمس عشرة سنة وكانت رحمها الله متى عصرت ثديها طار منه اللبن كأنها مرضعة.
أنبأنا الحسن بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال : قال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي : الأمير مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن منقذ شاعر أهل الدهر ، مالك عنان النظم والنثر ، متصرف في معانيه ، لاحق بطبقة أبيه ، ليس يستقصي وصفه بمعان ، ولا يعبر عن شرحها بلسان ، فقصائده الطوال ،
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر : ٢ / ٣٥٢ ـ ظ ـ ٣٥٣ و.
(٢) لم يصلنا.