وأحسب أن طغر لبك كاتب مها رشا في أمر الخليفة ، فأخرجه من محبسه ، وعبر به الفرات ، وسار به في البرية قصد تكريت في نفر من بني عمه ، وأغذ السير حتى وصل به الى دجلة ، ثم عبر به وسار في صحبته قصد الجبل ، وقد بلغه أن طغرلبك بشهرزور فلما قطع أكثر الطريق عرف أن طغرلبك قد حصل ببغداد ، فعاد سائرا حتى وصل الى النهروان ، فأقام بالخليفة هناك ، ووجه اليه طغرلبك مضارب ورحلا وأثاثا ، ثم خرج لتلقيه ، فانتهى الينا ونحن بدمشق في يوم عيد الاضحى من سنة احدى وخمسين وأربعمائة ان الخليفة تخلص من محبسه ، وانتهى الينا لسبع بقين من ذي الحجة خبر حصوله ببغداد في داره.
وكتب إليّ من بغداد من ذكر أن الخليفة حصل في داره في يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة ، وأسرى طغرلبك الى البساسيري عسكرا من الغزّ ، وهو في بلد ابن مزيد بسقي الفرات ، فحاربوه الى أن ظفر به ، وقتل وحمل رأسه الى بغداد ، فطيف به وعلق إزاء دار الخلافة في اليوم الخامس عشر من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين (٢٠١ ـ و).
***