من طرفه وصلت جراحة قلبه |
|
وإليه فاض نجيعه المسفوح |
لم يبق بعدهم له من جسمه |
|
شي فواعجباه أين الروح |
أحمد بن عبد الواحد المدروز العجمي :
شيخ كبير صالح ، ورد حلب (٢٤٢ ظ) وأقام بها بمسجد السيدة علويه بنت وثاب بن جعبر النميريه والدة محمود بن نصر بن صالح بن مرداس ، بالقرب من تحت القلعة (١) ، وانضم إليه في المسجد جماعة من الفقراء الصالحين ، وكان يخدمهم بنفسه ويدروز (٢) لهم في زنبيل كبير كان معه ، ويمد لهم من ذلك سفرة في كل يوم ، ولما شاخ واحدودب وضعف عن حمل الزنبيل ، كان يأخذ معه فقيرا من الفقراء يحمل الزنبيل معه ، وكان يعرف بأحمد الزنبيل لذلك.
وكان حسن الأخلاق معروفا بالخير والصلاح ، صحب روزبهار وقضيب البان بالموصل وشاهدته وأنا صبي وقد انحنى واحدودب ، وقد حضر سماعا مع الفقراء ، وطاب فانتصب قائما تام القامة ، وكانت هذه عادته إذا طاب في السماع ، وكان يحكى عن قضيب البان كرامات.
وأخبرني تاج الدين أحمد بن هبة الله بن أمين الدولة قال : سمعت الشيخ أحمد بن عبد الواحد المدروز يقول : إن سبب اشتغالي بالدروزة أنني كنت قد حججت وزرت النبي صلى الله عليه وسلم ، فبقيت بالمدينة ثلاثة أيام لا أطعم طعاما ، فجئت الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجلست عنده وقلت : يا رسول الله أكون ضيفك ولي ثلاثة أيام لم أطعم طعاما ، قال : فهومت وانتبهت وفي يدي درهم كبير ، فخرجت واشتريت به شيئا أكلته ، وشيئا للبسي ، ثم اشتغلت بعد ذلك بالدروزة.
__________________
(١) يبدو أن هذا المسجد قد اندثر لذلك لم يرد ذكره في الاعلاق الخطيرة ولا في الدراسات حول آثار حلب ، وكان محمود بن نصر من أشهر أمراء الاسرة المرداسية كما أن أمة تمتعت بمكانة رفيعة وشغلت دورا كبيرا في تاريخ بني مرداس. انظر كتابي (بالانكليزية) امارة حلب : ١٥٨ ، ١٦٥ ـ ١٧٨.
(٢) أي يقدم لهم المأكولات الطيبة. القاموس والمعرب للجواليقى ولسان العرب