قال : وسمعت أبا العباس أحمد بن سعيد يقول : سمعت في النوم قائلا يقول : ثلاثة من أهل الجنة ، فسمى ـ يعني ـ أخي أحد الثلاثة.
وسعت أحمد يقول : لما وضعت جنازته ـ يعني أخي ـ غفوت والإمام يخطب ، وكأن قائلا يقول : لو كانوا وضعوا على جنازته إزارا ثم وضعوا الإزار على الناس ليحصل لهم من بركته ، أو ما هذا معناه.
قال : وتوفي رحمة الله عليه ليلة الجمعة خامس عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وستمائة بالجبل (١) ، ودفن بجنب قبر خاله الإمام موفق الدين رحمه الله.
وسمعت اختي قالتا : هلل الله قبل موته وأضاء وجهه وأسفر جدا ، قالت أم محمد : وكان يهلل تهليلا فصيحا.
وقال : سمعت الحافظ أبا موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني يقول : لما مات كافور الخادم المنتمي الى ست الشام ، رأيته تلك الليلة في المنام وهو في هيئة حسنة وعليه لباس حسن ، فوقفت معه ساعة يحدثني ، ثم عرفت أنه مات ، فقلت : هل لقيت أصحابنا؟ فقال : نعم ، فقلت : فمن فيهم أفضل ، فقال : ما أعطي أحد مثل ما أعطي الشمس البخاري (٢٤١ ظ) أو قال : ليس أحد مثل منزلة الشمس البخاري.
أخبرنا الحافظ رشيد الدين يحيى بن علي في معجمه قال : الشيخ أبو العباس هذا ـ يعني البخاري ـ من أهل دمشق ، فقيه فاضل من فقهاء الحنابلة ، ويعرف بالشمس ، البخاري ، وأصلهم من البيت المقدس أو من أعماله.
حدث عن جماعة من شيوخ الشام والعراق ، وكان مولده في العشر الآخر من شوال سنة أربع وستين وخمسمائة ، وتوفي ليلة الجمعة الخامس عشر من جمادى
__________________
(١) أي جبل صالحيه دمشق. انظر القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية لابن طولون ـ ط. دمشق ١٩٤٩ : ٢٩٩ ـ ٣٠٠.