قال : حدثنا محمد بن الفرج الأزرق قال : حدثنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا حنظلة عن سالم عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا (١).
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد ـ ونقلته من خطه ـ قال : سمعت والدتي تقول : لما حملت بأخيك أحمد رأيت كأن لنا كبشا له قرون ، فأرسلت فأولته ، فقيل : يولد لهم ولد يكون يدفع عنهم الخصوم ، ولعمري إنه لكذلك ، فإنه كان يمضي الى المخالفين ويناظرهم ويظهر كلامه على كلامهم ، ويدخل على القضاة ، وإن كان لأحد حاجة أو حكومة هو يتولى ذلك حتى أنه أثبت كتبا عند الحاكم لم يكن غيره يقدر على اثباتها.
قال أبو عبد الله ـ ونقلته من خطه ـ : سمعت والدتي تقول : رأى أبوك قبل أن يولد أخوك أنه يبول في المسجد ، قالت : فسألت عن تأويله ، فقيل : يولد لك مولود يكون عالما ، أو ما هذا معناه.
وقال ـ ونقلته من خطه ـ : سمعت والدتي تقول : قال العز ـ يعني أبا الفتح محمد بن الحافظ عبد الغني ـ : كل من جاء منا ترك الاشتغال بالعلم غير فلان ـ يعني أخي ـ فإنه بعد مجيئه لم يترك الاشتغال بالعلم.
قال : وسمعت أخي أبا العباس يقول ، وقد جاء من الغزاة ، وكان غزا يافا فوقعت في فخذة نشابة جرخ (٢) ، قال : لما وقعت في كنت أشتهي لو وقعت في هذا الموضع حتى تحصل لي الشهادة (٢٤١ و) أي تقع في مقتل.
وقال : سمعت بعض أهلي يحكي أن جماعة من أصحابنا مضوا الى زيارة امرأة صالحة متعبدة ، وكان فيهم أخي ، فقالت : في هذه الجماعة ثلاثة من الأبدال ، فسمت أخي أحمد أحدهم.
__________________
(١) انظره في كنز العمال : ٣ / ٨٩٢٣.
(٢) من أنواع النشاب في الحروب الصليبية ، غالبا ما استخدمت من قبل الفرنجة.